الخوف من المستقبل وعلاجه
أنت… هل بالفعل تخاف من مستقبلك، وتفكر كثيرًا حول هذا الموضوع؟
هل تخاف من اعتقادك الدائم بأن حياتك قد لا تتحسن على الإطلاق؟
هل تقلق بشأن أرباحك وبأنها لن تكون كافية لتأمين مستقبلك؟
هل تخاف من أن تصبح مريضًا؟
تقلق بشأن شريك حياتك وأنه قد يتركك ذات يوم؟
تخاف وتراودك أفكار بأنك ستفقد وظيفتك بالمستقبل؟
قلق بشأن حياتك، حسنًا؛ إذا كانت أسئلة مثل هذه تُسبب لك الكثير من المشاكل، فإليك بعض الإجابات التي من شأنها أن تشعرك بالراحة.
لماذا نشعر بالخوف من المستقبل؟
دعونا نعلم أولاً أن الخوف هو العاطفة البدائية التي تطورت كجزء من غريزة البقاء على قيد الحياة. إنه مشاعر تنطلق من إحساسنا بالخطر، والألم، والأذى. فما يدفع هذه العاطفة هي الغريزة الطبيعية للبقاء على قيد الحياة؛ حيث يتم الإفراج عن الإنزيمات التي تدفعنا للعمل مما يزيد من حالة اليقظة التي نحتاجها للرد على التهديدات إما عن طريق القتال أو الفرار.
كما أن الخوف يمكن أن يكون هو الآخر استجابة تم إنشاؤها من ذاكرة تجربة حياتية مؤلمة أو نتيجة صدمة قوية، ويمكن أيضًا تفعيلها من خلال مراقبة التجربة في الآخرين.
فالخوف من المستقبل يتزايد في المجتمع الحديث، حيث يستسلم الناس لضغوط الحياة الكثيرة التي تعتمد اعتمادا كبيرًا على الثروة المادية والعوامل التي لا يمكن السيطرة عليها مباشرة من قبل الذات. فكون البعض يعتقدون بأن مستقبلهم غير معروف، كفيل بأن يخلق الشعور بالخوف، وهذا النوع من الخوف يمكن أن يبدأ في السيطرة على الأرواح، ويمكن للناس أن يصبحوا أكثر رعبًا ولا قوة لديهم لاتخاذ المسارات التي يريدونها حقًا في الحياة خوفًا من المخاطر التي تنطوي عليها أو عدم اليقين بالنتائج المرتبطة بالتغيير، مما يمكن أن يؤدي إلى تعاسة كبيرة ومشاعر سلبية وإحساس بالعجز.
لماذا يسيطر علينا الخوف من المستقبل؟
الخوف من المستقبل هو جزء من النفس البشرية، حيث يقدم العديد من أخصائي الغدد الصماء تفسيرًا بأن الخوف يؤدي إلى الإفراج عن الهرمونات في الجسم، مما يؤدي لزيادة اليقظة وإعداد الجسم بحيث يكون مستعداً للحركة والعمل والكفاح وما إلى ذلك من الإستجابات الدفاعية المشار إليها في علم وظائف الأعضاء كالقتال وسرعة الإستجابة التي ينظمها تحت المهاد.
المخاوف الأكثر شيوعًا التي مر بها كثير من الأفراد:
– المعاناة من أمراض قصيرة أو طويلة الأمد
– العيش بدون مال أو مصدر للدخل
– عدم القيام بعمل أو فقدان الوظيفة الحالية في المستقبل
– فقدان أحد أفراد الأسرة
هناك أيضًا بعض الحالات السطحية التي قد تشعرك بالخوف كالإمتحانات، الخطابة، وظيفة جديدة، أو حتى التاريخ، وهناك أيضًا القلق وهو نوع من الخوف الذي يرتبط مع أفكار التهديد أو شئ خاطئ يحدث في المستقبل بدلاً من شئ يحدث الآن، فالخوف يمكن أن يسبب القلق والإجهاد.
كيف يؤثر علينا الخوف من المستقبل؟
الخوف من المستقبل يمكن أن يخلق الشعور بالخطر الوشيك الذي يدفعنا للتصرف بطرق خارجة عن نمط سلوكنا العادي، ويمكن أن يحفز الذعر، والعدوانية، والحركات السريعة وغير المنتظمة المبالغ فيها، فالخوف يخلق العديد من المشاكل في الجسم مثل المرض، الشعور بالتخدير، أو الشعور بالشلل.
الأعراض:
الخوف يمكن أن يخلق ردود أفعال في جسم الإنسان، حيث يستعد للإستجابة للحالات الطارئة على سبيل المثال (ارتفاع السكر – زيادة تدفق الدم إلى العضلات – زيادة تركيز العقل على جميع أوجه الخوف)، كما يمكن أن تظهر أعراض جسدية أخرى مثل:
– ضربات قلب سريعة
– ضعف العضلات، والشعور بفقدان السيطرة على أجزاء الجسم
– زيادة التعرق
– فقدان السيطرة على حركة الأمعاء
– غثيان أو إحساس غريب متقلب في المعدة
– صعوبة التركيز على العمل
– دوخة
– توتر العضلات
– فقدان الشهية
– دورات من التعرق الحار والبارد
– جفاف الفم
وليس هذا فقط، بل على مدى فترات طويلة من الوقت قد تزيد المخاوف مما تسبب التهيج، والأرق، والصداع، والتخطيط القلق للمستقبل، والمشاكل الجنسية، وفقدان الرغبة الجنسية، وفقدان الثقة بالنفس.
الخوف على المدى الطويل يمكن أن يسيطر على حياة الناس، ويجعلهم يتوقفون عن السفر أو العمل أو حتى مغادرة المنزل، تغيير الوظائف، تغيير المنازل، إجراء محادثات أو التنشئة الاجتماعية. كما أنه من الممكن أن يؤدي إلى اضطرابات مقلقة، والذعر، واضطراب الوسواس القهري.
الخوف من المستقبل وعلاجه
الخوف من المستقبل هو في الحقيقة وهم يخلقه العقل فكل هذا ليس حقيقيًا. لذا، نحن لدينا القدرة على التغيير، فتغيير التصورات يمكن أن يكسر سلاسل الخوف التي تسيطر علينا وتجلب لنا مشاعر الفرح. وهناك العديد من العقاقير الموصوفة التي يمكن استخدامها لقمع الخوف المستمر، ولكن العلاجات التي تعتمد على مدى طويل وعلى المخدرات الضارة يمكن أن يكون لها آثار جانبية طويلة الأجل تسبب المزيد من المضاعفات على صحة وحياة الأفراد.
خطوات لتجاوز الخوف من المستقبل وعلاجه
– الخطوة الأولى هي أن تواجه خوفك وتحدد بالضبط ما تخشاه وتركز على الحاضر، وأيضًا البدء بتأسيس ما كنت تحب أن تفعله إذا لم يكن الخوف مشكلة في حياتك. فمفتاح أحلامك التي تؤمن بها تحمله أنت بين يديك.
– إن معرفة الخوف أو الإعتراف الذاتي هي الخطوة الثانية. في هذه الخطوة، تحتاج إلى تحديد سبب أو أسباب خوفك. ومن الناحية المثالية يمكنك تذكر حالات خوفك وتحليل ما يحفزها.
– استكشاف تقنيات الاسترخاء. فالخدعة هنا هي العثور على التقنيات التي تساعدك على الوصول إلى الأفكار الداخلية الخاصة بك وتخفيف الخوف، وقد وجد الناس علاجات بديلة مثل العلاج بالتنويم المغناطيسي، تقديم المشورة أو العلاج السلوكي المعرفي.
– حاول الإنضمام إلى الآلاف من الناس الذين سبق لهم التغلب على مخاوفهم، والقلق والإجهاد، اسمح للخوف بأن يتم استبداله بالسلام الداخلي والهدوء.