العبقرية والإصرار: تعرّف على أهم الأمور التي صنعت مجد آينشتاين
آلبرت اينشتاين هو واحد من ألمع العقول التي عاشت ولا زالت تعيش في ذاكرتنا حتى عصرنا الحالي.
ولد آلبرت آينشتاين في ألمانيا، وعانى من التوحد لفترة كبيرة. وبرغم ذلك؛ فإن هناك أشخاص أخبروا والديه بأن الطفل هو نابغة، لكن في الحقيقة لم يظهر أينشتاين أي علامات من النبوغ في فترات الطفولة.
وصفه أحد معلميه والذي كان يدرّسه الرياضيات بأنه طفل غبي، لكن هذا لم يؤثر عليه، ولم يلقي إليه بالًا؛ إذ أنه حصل على وظيفة مراجع لبراءات الإختراع في مكتب براءات الإختراع في سويسرا، حيث قام بمراجعة جميع الأبحاث التي قدمت في المركز فى ذلك الوقت. دفعه حبه للعلوم وشغفه بالموسيقى والمعرفة إلى الحصول على شهادة في الفيزياء قبل عمله في مكتب براءة الإختراع.
ماذا قدم أينشتاين للعالم والعلم؟
أصبح اسم ألبرت آينشتاين مرادفًا للعبقرية؛ فلم يكن مخترعًا على شاكلة «توماس إديسون أو ألكسندر جراهام بيل»؛ ذلك أن نظريات النسبية أدت إلى النظر بطرق جديدة إلى الزمان والمكان، والمادة، والطاقة، والجاذبية. وأدى عمله إلى تطور علمي هائل مثل السيطرة على الطاقة الذرية، واستكشاف الفضاء، وتطبيقات الضوء.
درس آينشتاين في معهد التكنولوجيا في زيورخ في ألمانيا، وحصل على الدكتوراة في عام 1905 عندما كان عمره يناهز الـ 26 عامًا فقط. في نفس العام نشر خمس أوراق علمية رائدة. أول ورقة حصل من خلالها على درجة الدكتوراه، والمفاهيم الواردة في الورقات الأربع الأخرى ساعدت على تغيير فهمنا للكون.
بعد الدكتوراة، وبعد أن قدم آينشتاين سلسلة من الأفكار الرائدة في عام 1905؛ واصل آينشتاين البحث وتوسيع هذه المفاهيم والأفكار الأخرى في الفيزياء والرياضيات. في عام 1916؛ قدّم أينشتاين نظريته النسبية العامة، واقترح أن الجاذبية هي عبارة عن منحنى في نسيج الزمكان ناتج عن وجود الكتلة.
وأخيرًا حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي، وعمله في الفيزياء النظرية. غادر آينشتاين وطنه في ألمانيا عام 1933 حين أصبح «أدولف هتلر» على السلطة، وقبِل آينشتاين منصبًا في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون. وفي نيو جيرسي أصبح مواطنًا أمريكيًا في العام 1940.
كان يتحدث طوال حياته عن الطبيعة والسياسة، والحرب والعنف، كما أنه رفض فكرة إنشاء وطن لليهود في فلسطين تحت اسم إسرائيل؛ عندما تم اختياره من قبل اليهود ليصبح رئيسًا لدولة إسرائيل لكنه رفض.
في عام 1939 علم آينشتاين أن اثنين من الكيميائيين الألمان قد قسموا ذرة اليورانيوم. كتب إلى الرئيس «فرانكلين روزفلت» أن هذا التطبيق من المعرفة العلمية يمكن أن يؤدي إلى تطوير ألمانيا للقنبلة الذرية، وسيؤدي ذلك إلى دمار شامل. وحث الولايات المتحدة على البدء في أبحاثها الخاصة.
حزن آينشتاين عندما سمع عن الدمار في اليابان التي سببته الولايات المتحدة، وقاد بعد ذلك حملة لحظر الأسلحة النووية.
اقرأ أيضاً: في يوم انتفض العالم لرحيله، هل تعلم من هو ستيفن هوكينج؟
بعد هذه النبذة المختصرة من حياة ألبرت آينشتاين؛ نقدم لك سبع نصائح من آينشتاين يكشف فيها عن أهم الأمور التي صنعته:
- الشخص الذي لم يرتكب خطأ هو شخص لم يحاول أن يفعل أي شيء
الخوف من الخطأ يوقف الكثير منا في لحظة اتخاذ قرار هام. الخطأ هو الشيء الوحيد الذي يقف حاجزًا بينك وبين التعلم والجهل. إذا لم تخطئ فلن تتعلم شيئًا جديدًا. لذا يرى آينشتاين أنك كلما أكثرت من الخطأ؛ كلما تعلمت المزيد.
- التعليم هو ما يتبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمه في المدرسة
بعد أن نترك المدرسة لا نتذكر منها إلا ما تعلمناه بأنفسنا، وما سهرنا من أجل أن نتعلمه، وكم مرة ذهبنا إلى المكتبة وتصفحنا الكثير من صفحات الكتب من أجل أن نتعلم. هذه هي الأمور التي نتذكرها دائمًا بعد ترك المدرسة.
على مدى سنوات عديدة؛ تمحو ذاكرتنا كل ما تعلمنا في المدرسة، لكن الأشياء التي تعلمناها من خلال تجاربنا الشخصية؛ تبقى معنا إلى الأبد.
- سر الإبداع هو معرفة كيفية إخفاء المصادر الخاصة بك
لدينا جميعًا مصادرنا الخاصة للإلهام. شخص يحب قراءة قصص النجاح الخاصة بالمتميزين، شخص آخر يحصل على أفكار جديدة في الأحلام أو من الطبيعة. تذكر أن أفكارك يجب أن تبدو فريدة من نوعها، وتذكر أيضًا أن إخفاء مصادر أفكارك قد يصبح أمرًا ضروريًا في معظم الأحيان من أجل الوصول إلى مرحلة النجاح والإبداع.
- القيمة الحقيقية للرجل تتحدد بما يعطيه للعالم وليس بما يمكنه تحقيقه
ليس ما يمكنك تحقيقه هو ما يفيد العالم؛ بل ما تحققه بالفعل. يجب أن تحقق الكثير من الإنجازات. هناك حكمة تقول: لم يستحق أن يولد من عاش لنفسه فقط. كل ما عليك فعله هو محاولة تطبيق هذه الحكمة في حياتك فقط.
مطاردة الأهداف تجعل العالم مكانًا أفضل، ويستحق العيش فيه؛ هذا ما كان يتطلع إليه دائمًا آينشتاين أعظم العقول الإنسانية.
- هناك طريقتان للعيش: إما أن تعيش وترى كل شىء معجزة أو تعيش ولا ترى أي شيء معجزة
الإعتقاد في المعجزات يلهمنا ويملأ حياتنا بالطاقة. القدرة على رؤية السحر في الأشياء البسيطة والطبيعية يجعلك تتمتع بالحياة وتصبح سعيدًا. فالتفكير كما لو أن شيئًا جيدًا يمكن أن يحدث؛ يمنحك في نهاية المطاف شعورًا جيدًا.
- كن عضوا مثاليًا في المجتمع
ومن أجل تحقيق نتيجة؛ من الضروري أن تجتهد في العمل حتى تستطيع تحقيق حلمك، وتصبح عضوًا مثاليًا كما تريد.
- اتبع شغفك
يجب عليك أن تختار المجال الذي تحب حتي تبدع فيه. كان آينشتاين يحب العلم والبحث والتساؤل؛ كان يعشق الفن والموسيقى، وكان يعشق السماء أيضًا مما جعله يفكر كل يوم في أسئلة لم يسألها أحد غيره؛ الفضول هو الوقود لحياتنا.
أخيرًا؛ تلك النصائح أو الخطوات البسيطة هي من صنعت مَجد أينشتاين، وهي التي ستصنعك إن اتبعتها، ولا تنسى الإصرار على تحقيق مجدك الخاص دون محاولة تقليد شخص آخر.
اقرأ أيضاً: عندما تنظر إلى السماء فأنت ترى جزءاً من الماضي؛ كيف ذلك؟