جميعنا نعلم شعور الإرهاق والخمول الذي يأتي بعد يومٍ شاق، أو بسبب عدم النظام، أو أيًا من الأسباب المشابهة. ومع ذلك، فأحيانًا نشعر بتلك الأعراض رغم حصولنا على قدر كافي من النوم واتباعنا نمط غذاءٍ صحي، لنجد أنفسنا نتساءل عن سبب ما يحدث لنا!
هناك احتمال كبير أن يكون هناك مشاكل عقلية أو عاطفية عميقة تشغل بالك، فيبدأ عقلك في التفكير بها باستمرار، ليشعر كما لو أنه يجري دون توقف، أو راحة.
وفي الواقع، لا تكون معالجة ذلك الشعور مستحيلة، ولكن لا يمكن أن يتم ذلك دون اتباع الاستراتيجيات التالية، للتخفيف من هذا التعب النفسي المستمر، حتى تنطلق وتحقق ما تريد:
1. اسأل نفسك إذا كنت تعمل طبقًا للدور المكلف به
يُعد السبب الأكثر شيوعًا وراء مغادرة الناس لوظائفهم هو رئيسهم. فعادةً تكون المعاملة غير العادلة في العمل، وعدم وضوح الدور، وأعباء العمل التي لا يمكن التحكم فيها، ونقص الدعم من المديرين، وضغط الوقت، هي العوامل الخمسة الرئيسية المرتبطة بمعاناة الموظفين من الإرهاق.
فإذا كنت تكافح باستمرار للحصول على الثقة، أو التواصل، أو الاحترام، أو التعاون، فقد حان الوقت للنظر في إجراء محادثة حول هذا مع رئيسك في العمل.
2. إعداد العقل يبدأ من الصباح
أيهما تعتقد سيكون له تأثير أفضل على يومك؟ أن تنهض متأخرًا وتتناول وجبة الإفطار المحتوية على القهوة المحملة بالسكر، بينما تستمع إلى مآسي أخبار العالم على التلفزيون، أم تستيقظ مبكرًا وتستمتع لمدة خمس دقائق إلى الموسيقى، أو تشاهد مقاطع فيديو ملهمة تعطيك أفكار وحلول بينما تتناول وجبة الإفطار المغذية، وتشرب العصير الظازج؟
فاختيار الطريقة التي يبدأ يها يومك بمثابة رسم خريطة لعقلك، لتقرر ما إذا كنت ستكمل يومك في اضطرابٍ أم هدوء؟
3. تفحص ما يستنزف طاقتك وقم بإجراء التغييرات اللازمة
عندما يعبر زميلك أو شريكك عن الغضب، أو الخوف، أو الحزن، أو الإحباط، أو أي مشاعر أخرى مشابهة، وتشعر بعدم القدرة على مساعدته بشيء، مع ذلك تستمر في الحوار؛ فإن ذلك سوف يستنزف طاقة دماغك.
لكن في الأوقات التي تشعر بأنك غير جاهز لذلك، توقف عن إتاحة نفسك كحقيبة عقلية وعاطفية في أوقات الفراغ لأي شخص لا يتمتع بنفس القدرة على التنظيم العقلي والعاطفي كما تفعل أنت. فقط قم بتوجيههم إلى الاتجاه الصحيح وليعتني كل منكم بشؤونه.
4. استرخي بالقدر الكافي
يعمل الضغط على تقليل قدرتك على التركيز والتفكير بشكلٍ كبير. لذا، عندما تشعر بالقلق، فإنك تستنزف قدرة عقلك على التفكير في ما تريده حقًا وما تفعله، بينما عندما يكون دماغك في حالة استرخاء، تزداد مستويات الدوبامين لتحرير الفضاء الذهني والعاطفي. وعندها فقط ستستطيع اختيار ما تريده.
ويُعد الاسترخاء قبل اتخاذ القرار هو الخيار الأمثل لتصفية الذهن، حيث يمكن اعتباره بمثابة مسح العدسات الزجاجية من أجل الرؤية بوضوح.
اقرأ أيضاً : 10 نصائح لتحقيق أي شيء تريده في الحياة؛ تقدمها إينغا ستاسيوليونيت
5. تطوير مصادر مبتكرة للدوافع الداخلية
ابحث أو ابتكر أشياءًا تحدث تحولًا عاطفيًا إيجابيًا لك بأكبر عددٍ ممكن من الطرق، وكن مبدعًا في هذا. فبدلاً من السماح للشعور بالذنب لمغادرة المكتب قبل اكتمال المشروع بالنيل منك، فكر في أنك ستقضي وقتًا أطول مع أطفالك وشريكك. وبذلك ستحسن علاقتك بنفسك، وستصبح أكثر تصالحًا معها، وستتفادى التفكير الطويل.
6. استجب لمشاعرك
إذا كنت تشعر أنك لا تستطيع التعامل مع من حولك، أو كنت في لحظات إحباط، فأتح لعقلك الفرصة للتعبير عن ذلك، واعطه نفس الاهتمام الذي تعطه للغرباء وابدأ في قتال تلك المشاعر المحبطة لتتخلص منها.
7. ﻗﻠﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﺿﻚ ﻟﻠﻀﻐﻮﻃﺎت
قد تحتاج بشكل تدريجي للنظر إلى الأشخاص، والأنشطة، وعملك، والطرق التي تتعامل بها في علاقاتك وصداقاتك لمعرفة الضغوطات التي تعرض نفسك لها، ومدى تكرارها. فمثلًا بعض الصداقات قد تستحق الإنهاء، وأحيانًا يكون عليك معالجة بعض نقاط الضعف مع رئيسك في العمل.
8. زيادة شبكات الدعم
ابدأ بسؤال نفسك ثلاثة أسئلة:
ما نوع الدعم أو التوجيه أو المساعدة التي أحتاجها؟
كيف أحصل على ما أريده، وأين؟
ما الذي يؤهل هذا الشخص إلى تقديم هذه المساعدة؟ هل بسبب منصبهم، أم أنهم يقدمون وجهات نظرهم وتوقعاتهم الخاصة بي؟
فمن غير المعقول أن نستعين بشخصٍ غير ناجح في عمله، وكلما أجرينا المزيد من الخيارات غير الملائمة فيما يخص حصولنا على النصائح والمعلومات والإرشادات، سنظل متعبين عقليًا. لذا، كن أكثر تحديدًا بشأن ذلك.
9. الاستفادة من أحلام اليقظة
وفقًا للدكتور Srini Pillay، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بكلية الطب جامعة هارفارد، فإن أحلام اليقظة تشغل ما يقرب من 46.9٪ من اليوم!
لكننا قد نستفيد من هذه الحقيقة بتوجيه دماغنا إلى ما نريده، لنتخيله، ونركز على الخطوات اللازمة للوصول إليه، حيث تُعد تلك الخيالات أحد أفضل الطرق للدفع إلى الأمام، والتغلب على الخيالات السلبية الأخرى التي قد ترهق العقل.
10. حفز عقلك بتنشيط المعلومات
استثمر قليلاً من الوقت في قراءة الكتب ومشاهدة مقاطع الفيديو العلمية. وأثناء القيادة، استمع إلى كتاب مسموع يحتوي على محتوى يساعدك في زيادة الدافع لديك للتعامل مع يومك.
ومع ذلك، كن حذرًا من المبالغة في ذلك، حيث تصبح عضلات جسمك أقوى إذا قمت بإرخائها ليوم أو يومين بعد جلسة رياضية شاقة. وبطريقة مماثلة، يصبح عقلك أقوى عندما تختار معلومات مفيدة لتنشيطه. ولكن يجب أن تسمح لنفسك بوقت راحة للحصول على أكبر نتيجة ممكنة.
اقرأ أيضاً :
لما أنت منهك لهذا الحد؟ حلول بسيطة لأعباء العمل!