تُعد درجة الدكتوراه في أي مجال من المجالات العلمية من أعلى الدرجات والمراتب، والتي تَعمل على تعزيز حياة الفرد، وترفع من مكانتهُ المهنية والاجتماعية؛ حيثُ يكون الشخص الحاصل على هذهِ الدرجة مؤهل لشغل الوظائف المرموقة في أي مكان.
وعلى الرغم من توافر الرغبة القوية لدى الكثير من الأفراد في استكمال حياتهم العلمية، والتقدم للحصول على درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه، الإ أن هُناك الكثير من العقبات التي قد تعتري طريقهم، فتجعلهم يقفون في مكانهمُ بلا أي تغيير. ومن أمثلة تلك العقبات عدم توفر الوقت الكافي، فكما هو معروف وشائع أن الحصول على درجة الدكتوراه يحتاج إلى برنامج دراسي ومحاضرات مُستمرة. كما إنها في المعتاد تستغرق عدد كبير من السنوات، وذلك يجعلها صعبة إلى حد ما على بالنسبة لشخص عامل؛ حيثُ يكون مرتبط بوقت عمل مُحدد، فضلًا عن التكلفة والجهد الذي يتحملهُ؛ فَهُناك الكثير من المصاريف الجانبية، التي تكون بجانب تلك الرسوم الرسمية مُقابل الدراسة، وذلك مثل مصاريف المواصلات، والسكن ما إذا كان الشخص مُغترب، وغيرها من المصروفات الضرورية والتي تكون كبيرة الحجم في معظم الأحوال.
وفي ظل كل هذهِ المعاناة جاءت طُرق التدريس عبر الإنترنت لتحل كل هذهِ المشاكل؛ فأصبح بإمكان الفرد أن يُقدم ويدرس في العديد من الجامعات حول العالم عبر الشبكة العنكبوتية وهو جالس في مكانهُ، فقط كل ما يملكه وصلة إنترنت جيدة وجهاز كمبيوتر. كما ظهرت في الفترات الأخيرة العديد من الجامعات التي تُقدم تلك الخدمة، فتسمح للعديد من الطلاب بالتسجيل في برامج الماجستير والدكتوراه بها، على أن تتم طريقة التدريس لهم عبر الإنترنت، ويتم تنظيم المحاضرات لهم مع أعضاء هيئة التدريس. ولعل من أشهر تلك الجامعات جامعة كامبريدج البريطانية، والتي تستقبل عدد كبير جدًا من طلبات الدراسات العليا كل عام عبر الشبكة العنكبوتية.
ونظرًا لكثرة البرامج المُتاحة أمام الشخص، قد يشعر بالحيرة الشديدة ولا يعرف أي برنامج يختار من بين هذا العدد الهائل المعروض أمامه من البرامج المتنوعة. لذلك فقد أعددنا هذا المقال، والذي يوضح الاعتبارات الرئيسية التي يجب أن تحكم عملية الاختيار.
عوامل اختيار برنامج الدكتوراه المُناسب
إذا كُنت تفكر في الالتحاق بأحدى برامج الدكتوراه عبر الشبكة العنكبوتية، فيجب أم تضع في عين الاعتبار تلك العوامل الرئيسية، والتي ستساعدك حتمًا في الاختيار ما بين هذا البرنامج أو ذاك وفقًا لظروفك
1- تأثير البرنامج على مهنتك الحالية
قبل التقدم لأي برنامج للحصول على برنامج الدكتوراه، عليك أن تُحدد جيدًا إلى أي مدى من الممكن أن يُساعدك في مسار حياتك المهنية، فهل هذا البرنامج سوف يجعلك ترتقي إلى مكانة أعلى أم أنه بلا تأثير؟
وإذا كُنت ترغب في تغيير مجالك بشكل كامل فعليك معرفة ما إذا كان هذا البرنامج هو الذي يؤهلك فعلًا لتغيير مجالك الحالي أم لا.
ويجب التفكير في تلك الأمور بمنتهى التريث والتَمهل، وخاصةً أن برنامج الدكتوراه عبر الإنترنت يستغرق ما بين خمس إلى سبع سنوات، لذلك لابد من الاستفادة منهُ على أكمل وجهِ، بدل من إهدار تلك السنوات هباءًا بلا أي جدوى.
اقرأ أيضاً : أشياء عليك فعلها قبل البدء بالتعلم عبر الإنترنت
2- السفر
هُناك بعض برامج الدكتوراه التي تتطلب من الأفراد المُسجلين بها السفر لحضور بعض من الندوات، ويكون ذلك في الحرم الجامعي أو في أي مكان آخر، حيثُ يلتقي في هذهِ الندوة أعضاء هيئة التدريس والطلاب والمديرون وجهًا لوجه بدل من أن يكون التواصل فقط عبر الإنترنت، وقد يحدث ذلك مرة أو اثنتين خلال العام.
ويرى بعض الأفراد أن ذلك شيء إيجابي في البرنامج؛ حيثُ يتم التحدث في تلك الندوات من قبل الأشخاص المسئولين بشكل أكثر فاعلية. كما أنها تتضمن العديد من الأفكار والموضوعات الجديدة، فضلًا عن تعزيز العلاقات مع الزملاء في الدراسة؛ حيثُ تقوى العلاقة بعد اللقاء وجًا لوجه.
بينما هُناك أفراد آخرين يعتقدون أن تلك الندوات هى شيء سلبي في البرنامج؛ حيثُ يكلف الفرد الكثير من الأموال والنفقات. لذلك ضع في ذهنك هذا الاعتبار عند اختيار البرنامج المتوافق معكَ.
3- المرونة
لابد أن تدرس جيدًا مدى مرونة برنامج الدكتوراه الذي تود الالتحاق بهِ؛ فكما سبق الذكر أن رسالة الدكتوراه تستغرق عدد من السنوات، ولكن هُناك بعض البرامج المُتاحة عبر الشبكة العنكبوتية التي تسمح بتكثيف الدراسة للفرد. بمعنى إذا توفرت لدى الشخص القدرة على دراسة كافة مواد الفصلين الدراسيين خلال فصل واحد فليقمْ بذلك ويحصل على شهادتين في كل فصل دراسي، على أن يُنجز الفترة كلها في ثلاث سنوات فقط بدل من سبع سنوات.
كما أن بعض البرامج يسمح للفرد بالتوقف عن الدراسة في فترة معينة، تُسمى فترة عدم الانتساب، وذلك عندما تكثُر عليهِ ضغوطات الحياة، والعمل والأسرة وغيرها، فركز جيدًا في ذلك، وكُن فطن في الاختيار وفقًا للمناسب مع ظروفك.
وبالنهاية
كانت هذه أهم النقاط التي يجب عليك مراعاتها عند اختيار برانامج الدكتوراه للدراسة عبر الإنترنت؛ فلا تغفل عنها..
اقرأ أيضاً :
هكذا ستطبق ما تعلمته عبر الإنترنت في حياتك المهنية!