قاعدة 10/10/10 لاتخاذ أفضل القرارات في أصعب المواقف

قاعدة 10/10/10 لاتخاذ أفضل القرارات في أصعب المواقف

 

عندما تواجه مشكلة ما في حياتك؛ تفقد صوابك، وتضيع منك الرؤية السليمة التي يجب أن تنظر بها إليها. وبغض النظر عن تفاصيل تلك المشكلة؛ ستظل تثرثر من شدة الغضب، وتعاني من القلق والتوتر تأثرًا بالموقف، وعلى الأرجح سيتغير قرارك من يومٍ لآخر حتى تحل المشكلة، وفي أغلب الأحيان لن تحلها.

ولعل أسوأ عدو لنا في تلك الفترة؛ هي المشاعر قصيرة الأجل تجاه المشكلة؛ إذ أنها تدفعنا لاتخاذ قرارات خاطئة. فالمشاعر قصيرة الأجل تصبح مُستشار غير مرغوب في نصيحته أثناء تلك الفترة.

عندما تقوم بسؤال الناس عن أسوأ القرارات التي اتخذوها في حياتهم؛ غالبًا ما يكون كلامهم عن قرارٍ قد أتخذوه في وقت الغضب، أو بسبب مشاعر مرتبطة بالشهرة والقلق والجشع. فحياتنا ستكون مختلفة بالفعل إذا كان لدينا زر “تراجع” في حياتنا، حتى نستطيع الرجوع عن القرارات الخاطئة التي اتخذناها من قبل.

اقرأ أيضاً: خمس خطوات لـ السعادة في العمل

العواطف تقودنا، بل وتدفعنا دفعًا إلى القرارات الخاطئة؛ لكننا لسنا عبيدًا لعواطفنا. فالعاطفة تتلاشى بعد اتخاذ القرار الخطأ؛ هذا هو السبب في وجود الكثير من الحكم والأمثال الشعبية التي تدور حول الندم لاتخاذ القرارات في أوقات الغضب.

لذلك فقد اخترعت «سوزي ويلش»، الكاتبة في مجال الأعمال في مجلة بلومبرغ بيزنس ويك؛ إحدى الأدوات التي يمكننا استخدامها لاتخاذ القرارات الصائبة، وهي قاعدة تسمى 10/10/10.

تشرح “ويلش” كيفية استخدام تلك الطريقة في كتابها والذي حمل نفس الإسم، وتطبيق تلك القاعدة يأتي على ثلاث أشكال زمنية مختلفة كالتالي:

 

 

  • كيف ستشعر حيال ذلك القرار بعد حوالي 10 دقائق من الآن؟
  • كيف ستشعر حيال ذلك القرار بعد 10 شهور من الآن؟
  • كيف ستشعر حيال ذلك القرار بعد 10 سنوات من الآن؟

 

توفر الأشكال الزمنية الثلاثة طريقة أنيقة لإجبارنا على الحصول على بعض المسافات الزمنية في قراراتنا، وطريقة 10\10\10 (أي بعد 10 شهور، و10 سنوات، و10 دقائق)؛ تلعب في منطقة العواطف، فما تشعر به الآن مكثف وواضح، في حين أننا نشعر جميعًا بأن المستقبل أكثر حزمًا.

هذا التناقض بين الحاضر والمستقبل يمكنه أن يجعل قرارك أكثر حكمة؛ فيجب أن تعرف النتيجة لقرارك بعد قليل، وفي المستقبل القريب والبعيد.

تلك القاعدة تجعلنا نتجه إلى القرارات الجيدة حتى في أصعب المواقف. إذ تطلب منا أن نرتدي نظارة كي نبصر بها أشياء لا نراها بدونها، ولا يجب أن نتجاهل مشاعرنا على المدى القصير. ففي بعض الأحيان تخبرنا عما نريده، لكن لا يجب أن نسمح بأن تكون مشاعرنا هي المتحكم الرئيسي في أفعالنا.

وفي وجود ضرورة لاتخاذ القرارت المتصلة بالمشاعر؛ يعمل الدماغ بحيث يجعلها هي المسيطرة والمتحكمة بشكلٍ لحظي دون الإلتفات لأي اعتبارات ستحدث نتيجة تلك القرارات، أو ما تُعرف باسم “الإعتبارات طويلة الأجل”.

وبالرغم من أن الإعتبارات طويلة الأجل يجب أن تكون هي الإعتبارات الرئيسية لأفعالنا؛ إلا أننا إذا قمنا بالإجابة على الأسئلة التي طرحناها في المقدمة؛ سيتحتم عليك معرفة ما إذا كانت تلك القرارات تتماشى معك أم لا، أو ربما ستكتشف أولوياتك في هذه العملية. أيضًا وضوح الفكر يجعل من السهل شرح أي اختيار لأولئك الذين سيشعرون بالتأثير.

 

لماذا اتخاذ القرار هو شيء مهم؟

القدرة على اتخاذ القرار والتمسك به؛ هو الركن الأساسي في مهارات القيادة الجيدة. اتخاذ القرار هو عملية مستمرة وحاسمة في كل الأعمال التجارية كبيرة كانت، أم صغيرة.

وجود تلك القاعدة في عملية اتخاذ القرار أمر مهم، خاصّة التفكير النقدي الذي يسمح للشخص بالتأكد من حل المشكلة، والتوصل إلى حلٍ يمكن أن يكون مفيد للشركة وموظفيها مثلًا.

لهذا يتوجب على المديرين اتخاذ القرارات كل يوم، ومن المهم أن تؤخذ العملية المستخدمة في اتخاذ القرار في عين الإعتبار، حيث تصبح عملية أساسية للوصول  إلى النتيجة النهائية.

عدم القدرة على تحديد موقف، أو اتخاذ قرار واحد في أي حالة معينة، يمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي، ليس فقط على الشركة فحسب؛ بل على كل العاملين بها ابتداءً من المدير؛ وإنتهاءً بأصغر موظف في الشركة.

 

فإذا كنت مديرًا لإحدى الشركات؛ ستكون قراراتك تحت أنظار الناس دائمًا؛ خصوصًا بعد أن تتخذ قرار غير حكيم. فحين يفشل المدير في اتخاذ القرار؛ يمكن أن يسبب ذلك الفوضى لدى الموظفين، وانعدام الثقة بين الموظفين والمدير، وقطع الإنتاج الكلي الذي يُضعف كفاءة الموظفين على نحو سلبي.

يجب أن يكون لدى المدير الحس السليم في اتخاذ القرار. فصنع القرار لا يسمح بالتخمين أو التلاعب. لذا يجب على المدير اتخاذ القرارات الحاسمة بناءً على الحقائق المقدمة إليه دون تردد أو خوف.

كذلك لا يمكن أن يتأثر قرار المدير بأي عوامل ضغط خارجية، أو غيرها. فعلى سبيل المثال؛ لا يمكن له اتخاذ قرار ما، ثم يقوم بتغييره بسبب تفكيره في الصورة التي سيبدو بها في أعين الموظفين. ولهذا السبب؛ يجب على المدير أن يبقى على مسافة من موظفيه، حتى لا تكون عملية صنع القرار يُنظر إليها على أنها محسوبية.

يجب على المدير أيضًا الحفاظ على الإنصاف عند اتخاذ القرار، ويجب أن يكون القرار نفسه ملائمًا للمشكلة، ولا يجب أن تكون عملية اتخاذ القرار عملية اعتباطية بناءً على معلومات مسموعة دون أدلة قاطعة، أو غير مرغوب فيها وغير مهنية.

يترقب الموظفون قرارات مديرهم بسبب أن ذلك القرار ليس له علاقة بمصير الشركة، أو مصيره هو فحسب؛ بل بمصيرهم  أيضًا. تلك هي مهارات القيادة، وبدون تلك المهارات يبقى المدير شخصًا عاديًا لديه شخصية مشكوك في قدراتها على اتخاذ القرارات الصائبة.

اقرأ أيضاً: 5 طرق تجعل مكان عملك حافِزاً على الإنتاج