أصبح الوصول للسعادة والطمأنينة بطريقة بسيطة بعيدة عن تعقيد المصطلحات العلمية، شئ يحتاجه الكثيرون؛ فمن منا لا يعاني في حياته من الخوف والقلق والاكتئاب أحيانًا، ويبحث عن الراحة والإطمئنان.
من منا لا يريد أن يكون قويًا؟ بالطبع جميعنا نريد أن نكون متحكمين ولنا السيطرة، ونملك في أيدينا زمام كافة الأمور المتعلقة بحياتنا. كل واحد منا يريد أن يظهر للآخرين ما الذي يمكن أن ينجزه في هذا العالم، ولكن لسوء الحظ، لدينا مخاوف أيضًا، قد تكون نتيجة لتجارب سيئة، أو أنها قد “تطفو على سطح حياتنا” فجأة.
فالقلق والخوف مشكلة منتشرة في كل مكان بالعالم، والمخاوف تأتي في جميع الأشكال والأحجام، ليست مقتصرة على بعض الأشخاص أو ظروف بيئية معينة، فكل شخص يعاني من مخاوف بشكل ما؛ ربما يخاف من الفشل أو من الموت، من الوحدة أو من عدم كونه محبوبًا، أو من الفقر وقلة المال، أو من رحيل شخص ما في حياته، كما قد يكون الخوف من مرتفعات أو حيوان أو علة…
الخوف شعور واحد مهما تعددت الأسباب، ولكن أحيانًا قد يأخذنا من مجرد شعور نشعر به إلى مرض غالبًا ما تكون نتيجته الفشل واليأس وحياة روتينية مملة بلا أي إثارة ولا تشويق ولا روح المغامرة. فمهما كانت مخاوفك، فإنها يمكن أن تمنعك من التقدم ومواصلة تحقيق ما تريده لنفسك من نجاحات. لذا، من الطبيعي أن نشعر بالخوف، ولكن ليس إلى حد المرض!
أولًا: ما هو الخوف؟
هو ذلك الشعور السلبي الذي يصيب الشخص بالرهبة والقلق ناحية أمر ما، وقد يكون حقيقيًا أو يكون مجرد وهم من الخيال، ويشعر به الشخص الواعي أو غير الواعي؛ بل هو أيضًا تلك الآلية الحية التي تعمل بمجرد استقبال إشارة ما مثل الألم أو التهديد والخطر؛ وهنا تكون الإستجابة إما المواجهة أو الفرار. لكن في حالات الخوف الشديدة مثل الرعب أو الإرهاب؛ هنا قد تصل الإستجابة إلى حد الشلل.
فهو شعور يعيق الإنسان في طريق نجاحه، سواءً في مجال العمل أو الدراسة، أوحتى العلاقات الإجتماعية، أو في الحياة الشخصية.
مع ذلك نجد أن السبيل الوحيد للتخلص من الخوف هو مواجهته، لأن أي عدم استجابة تصبح بمثابة استسلام وخضوع للخوف، والسماح له بالسيطرة علي حياتنا.
وكما قال الفيلسوف الأمريكي إمرسون:
” اجعلها عادة طوال حياتك لفعل كل ما تخشى فعله:
إذا فعلت الشئ الذي تخاف فعله فهنا مؤكدًا يموت الخوف!”
ثانيًا: أنواع الخوف ( أكبر 10 مخاوف في العالم)..
لقد جاء في واحدة من أهم الدراسات الإستقصائية حول موضوع الخوف، فقرة تحتوي على أكثر وأكبر 10 مخاوف شيوعًا تصيب الناس، وكانت كالآتي :-
- الخوف من التحدث أمام الناس.
- الخوف من الموت.
- الخوف من الفقر.
- الخوف من الفشل.
- الخوف من الرفض.
- الخوف من الوحدة.
- الخوف من المرتفعات.
- الخوف من الغرق.
- الخوف من التحدث إلى الجنس الآخر.
- الخوف من الظلام.
ونجد أن هناك اثنين من المخاوف الأساسية التي تُولد مع الشخص لم يتم ذكرها ضمن العشر مخاوف السابقة التي تتطور خلال مراحل الإنسان العمرية.
فنحن نُولد مع نوعين من الخوف وهما :- (الخوف من السقوط، الخوف من الضوضاء العالية).
أما العشرة مخاوف الأخرى؛ فهي تنتج من حَدث ما تعرضنا له في الماضي، والذي كان نتيجته ألمًا أو خطرًا ما واجهناه؛ وهنا نستطيع أن نقول أننا تبرمجنا علي نفس رد الفعل تجاه ذلك الحدث إذا تكرر مرة أخرى.
اقرأ أيضاً : أعراض الخوف ؛ و 6 أشياء يجب عليك معرفتها عنه
ثالثًا: أعراض الخوف
هناك العديد من الأعراض التي تصاحب الخوف، تتنوع جميعها بين الأعراض الجسدية، أو السلوكية، أو حتى الإدراكية.. هذه هي أهم الأعراض التي تصاحب الخوف كالتالي:
1- الأعراض الجسدية:
– ضيق في الصدر
– ضيق في الحلق
– حساسية زائدة من الضوضاء
– تبدد الشخصية
– ضيق تنفس
– ضعف في العضلات
– نقص في الطاقة
– جفاف الفم
– تنهد
2- أعراض الخوف السلوكية:
– اضطراب في النوم
– اضطراب في الشهية
– الذهول
– الانعزال
– أحلام المتوفي
– تجنب التذكر
– الصراخ
– البكاء
– الإفراط في النشاط
– إخفاء مواضيع عمدًا
3- أعراض الخوف العاطفية:
– الصدمة
– الإحساس بالذنب ولوم النفس
– الوحدة والعزلة
– القلق والتوتر
– الشعور بالعجز
– الإشتياق
4- أعراض الخوف الإدراكية:
– عدم الثقة
– الإنهماك
– الشعور بالوجود
– الهلوسة السمعية والبصرية
رابعًا: خطوات تساعدك على علاج الخوف والتعامل معه
الخوف ما هو إلا خيال سيئ نتخيله، وبدلًا من أن نفكر بادئ ذي بدء في النتائج الإيجابية لشيءٍ ما، نجد أنفسنا نفكر في النتائج السلبية، ومن هنا يصدر شعور الخوف بداخلنا. لذا، فيما يلي نعرض عليكم بعض الخطوات التي حتمًا من شأنها أن تساعد كل منا في التعامل مع مخاوفه بنجاح، وهي:
1) الإعتراف
بمجرد أن ندرك خوفنا من شئ ما، يكون الإعتراف بهذا الشئ نصف الطريق للنجاة منه؛ فعلينا أن نعترف به كخطوة ضرورية وأساسية كي نتخلص من مخاوفنا تجاه ذلك الأمر.
2) المراجع
ابحث عن الأشخاص الذين حققوا بالفعل ما كنت خائفًا من فعله يومًا ما؛ فهذا سيخلق الطاقة الإيجابية لعقلك لمواجهة شعورك بالخوف.
3) الفعل
الفعل يُعتبر من أكثر الطرق الفعّالة لقهر الخوف؛ فعليك اتخاذ قرارك دون تردد أو خوف، واستمر هكذا حتى تجد الراحة مع ذلك الشخص الذي كنت تخاف وجوده يومًا.
-الحرية الحقيقية تأتي مرة واحدة في الحياة فاستمتع بها، واقتل مشاعر الخوف بداخلك، واقهر كل ما تخشاه، وتمتع بذلك الشعور السحري الرائع عندما تحقق أهدافك.
فالخوف كالشبح سيظل يُطاردك ويطارد أحلامك. لذا، تغلب عليه، وافعل كل ما تخاف أن تفعله، واقهر مخاوفك، واخرج من تلك الغرفة المظلمة لنور الحرية وجمال المغامرة.
اقرأ أيضاً :