الفشل بقدر ما يضر؛ فهو جزء مهم من الحياة. وفي الواقع الفشل ضروري، وهو عنصر أساسي للوصول إلى النجاح.
نحن لا نتحدث هنا عن الإخفاقات الصغيرة في الإمتحانات، أوالحصول على درجات منخفضة؛ بل نتحدث عن الفشل الحقيقي الذي يغير حياتك، ويجعلك تلازم المنزل لفترة طويلة. الجميع تصيبه تلك الفترة، وليس كل من يُصاب بالفشل يتغير للأفضل أو تتغير حياته بعد ذلك.
لا أستطيع القول بأنني أستمتع بشكل خاص بالفشل؛ لكن من خلال الدروس التي نتعلمها من فشلنا؛ فإنه يجعلنا نتحسن كأشخاص، ونصبح أفضل في كل مرة. وفي الواقع؛ الفشل هو المعلم العظيم في الحياة.
بدون الفشل؛ ربما سنكون أقل قدرة على إعطاء المشاعر النبيلة مثل الرحمة، والتعاطف، واللطف؛ وستكون لدينا احتمالية أقل للوصول إلى القمر والنجوم.
ما هو الفشل؟
الفشل هو الشيء المهم الذي يجب أن يحدث كل مرة قبل أن تنجح؛ خصوصًا النجاحات العظيمة التي تحمل في طياتها الكثير من الفشل.
لماذا من المهم جدًا أن تفشل في شيء قبل أن تتمكن من النجاح؟
الكثير من المشاهير الذين فشلوا قبل أن يحققوا الكثير من النجاحات العظيمة، مثل «توماس آديسون، وإبراهام لينكولن، ستيف جوبز، آينشتاين، نيوتن، نيلز بور»؛ والكثير من الناجحين والعظماء الذين فشلوا قبل أن يحققوا النجاح؛ ما يجعلك أمام حقيقة تقول أنه من المهم جدًا أن تفشل قبل أن تتمكن من النجاح.
لا يجب أن تأخذ الفشل على أنه شيء مسلٍ، أو شيء جيد جدًا، يكفي أن يكون جيد فقط، وهذا لا يعني أنك قد فشلت مرة، ولن تفشل مرة أخرى. فمن الممكن أن تفشل ألف مرة قبل أن تحقق نجاح عظيم، وعلى الرغم من أهمية الفشل في تحقيق نجاحات عظيمة؛ إلا أن الفشل مؤلم ومحبط
لذلك من المعروف أن الفشل ينحت شخصيتك من جديد، ليخرجك شخص آخر لا يمت للشخص الأول قبل الفشل بأى صلة.
لكن بالنسبة لأولئك الذين عرفوا الفشل الحقيقي، وأخذوا حظهم منه؛ يعرفون أن الفشل في الحياة ضروري للنجاح. بالتأكيد الفشل يضر، وفشل الناس الأكثر نجاحًا في الحياة في معظم الأوقات يعطيك دروسًا قيمة للنجاح في الحياة.
إذا حاولت أن تخرج من الحياة دون الفشل في أي شيء؛ فهذا شيء مستحيل تقريبًا، وإذا حدث ذلك؛ فربما تخرج من الحياة دون أن تفعل أي شيء يذكر، أو تحقق أيّ من أهدافك أو أحلامك الخاصة.
عندما يولد الطفل يتعلم المشي أولًا، لكنه لا يستطيع المشي من أول مرة بل يسقط مرات ومرات حتى ينجح في الصمود والوقوف، ثم بعد ذلك يبدأ بالمشي. إنها عملية صعبة بالنسبة للطفل، وكلنا مررنا بها ورأيناها في أطفالنا.
في الواقع؛ هذا نموذج مصغر للفشل، ولكن اسأل أي أم عن متى سيتعلم طفلها المشي؛ لن تقول أنه سيتعلم المشى اليوم، لكنها تقول أنها ستعلمه كيفية المشي كثيرًا.
قد يسقط الطفل عدة مرات، لكنه سيمشي بالتأكيد في يوم من الأيام. لماذا تثق الأم في ابنتها بأنها ستمشي؟ وبطبيعة الحال؛ نعلم جميعًا الجواب على ذلك. نحن نعلم أن السقوط والفشل أثناء تعلم المشي هو مجرد جزء من الحياة. إذًا؛ لماذا لا يعالج الفشل أمور الحياة الأخرى بهذه الطريقة؟
المشكلة هي أن المجتمع يميل للإحتفال بالنجاحات بدلًا من تسليط الضوء على الرحلات الملحمية نحو النجاح، والتي تعتبر أكثر أهمية ومليئة بالتجارب، والأزمات، والإضطرابات، والنكسات، والفشل. إنها ليست براقة للحديث عن تلك الأشياء.
لذلك متحف «السويد للفشل» يضم أسوأ المنتجات، وأفشلها رواجًا ليعطي البشر درسًا في تقبل الفشل.
وفي السابع من يونيو/ حزيران، يصف «ويست» نفسه كباحث وجامع إبتكارات، ويقول بأنه سيقوم باختبار بعض المنتجات الفاشلة في متحف في مدينة هلسنجبورج السويدية، وكل ذلك باسم تكريم العملية الإبداعية.
اقرأ أيضاً: حياتك من الفشل الى النجاح بخطوات عملية
جهاز أبل نيوتن
آبل نيوتن؛ الجهاز الذي استمر لفترة أطول قليلًا بين عامي 1993 و 1998. برنامج الكتابة الضعيف، والتكلفة العالية كانت السبب في زواله. هذا الجهاز بيع لأول مرة بمبلغ 699 دولار أمريكي. ومن أجل التكيف مع ما حدث؛ فالجهاز كلف في الحقيقة 1،178 دولارًا؛ لكن لم ينجح في تحقيق مبيعات جيدة؛ السبب الذي اضطر ستيف جوبز إلى بيعه بأقل من ثمنه، وبعد ذلك سحبه من الأسواق، وقد حقق الجهاز فشلًا كبيرًا، بعد ذلك دخلت آبل عصر الأيفون.
تويتربيك
مرة أخرى في عام 2009؛ عندما كان تويتر لا يزال جديدًا نسبيًا في السوق الإلكتروني؛ أطلقت شركة تسمى «بيك» والتي قامت بصنع جهاز «تويتربيك» الذي قُدر بمبلغ نحو 200 دولار، وكان الهدف منه فقط هو الحصول على تطبيق تويتر، والتحديثات على الموقع. نسبة قليلة من الناس قررت أن الجهاز مهمًا للشراء، لكن النسبة الأكبر بالطبع لم تكن مهتمة إطلاقًا.
أطلقت شركة بيك -الشركة الأم للجهاز- أول منتج لها عام 2008 المعروف باسم Peek؛ والذي كان مهتمًا بإرسال البريد الإلكتروني وإستلامه فقط.
ومنذ عام 2012؛ حولت الشركة مسارها بعيدًا عن فشلها في الأجهزة الشخصية للتركيز على التكنولوجيا السحابية.
شركة سوني والفشل
كان يُنظر إلى جهاز «بيتاماكس» في السبعينات على أنه الخيار الأفضل لألعاب الفيديو التي كانت شركة «سوني» هي المُصنّع الرئيسى لها. كان الجهاز الأفضل في ألعاب الفيديو، وكان أسرع، ويعرض صورة أوضح. لكن في فترة ليست ببعيدة من إطلاق بيتاماكس لم يتجه أحد إلى الجهاز ويشتريه؛ بل أصبح خيارهم السيء بسبب اندفاع سوني للسيطرة على السوق.
الجميع يفشل، حتى الشركات الكبيرة تفشل؛ وتعترف بفشلها لأنها تنجح في النهاية لسببٍ أو لآخر. يجب عليك أيضًا أن تنظر للفشل على أنه شيء جيد، وتحاول تحسين نفسك. أما اخفاقاتك السابقة فهي جواز سفرك إلى عالم النجاح.
اقرأ أيضاً: اسباب الفشل التى تفعلها بدون قصد