فكر تصبح غنيا – قوة العادة الكونية
الزيارة الثالثة عشر اتت بنا إلى تحليل قانون الطبيعة والذي هو أساس جميع عاداتنا الجيدة والسيئة هذا القانون هو جزء حيوي من المبادئ التي ذكرناها سابقاً لأنه الطريقة التي تمكنك وتمكن كل شخص من العمل بهذه القوة لتحقيق أهدافه بشكل تلقائي عبر أفعال عاداتك لقد سميت هذا القانون ” قوة العادة الكونية ”
لأن هذا القانون الذي يعطي تعريف لأفعال كل شيء يمشي في هذا الكون بأكمله إنه يبقي النجوم والكواكب في أماكنهم الخاصة ويعالج نماذج الحياة لكل كائن حي من الحشرة الأصغر إلى الحيوان الأكبر إلا الإنسان الذي أعطى الطرق لاستخدام هذا القانون كي ينشأ عاداته الخاصة ويحدد رغباته الخاصة وتحركاته في الحياة
قوة العادة الكونية تتحكم في أدنى الرغبات لدى الإنسان التي تطلق عليها ” الغريزة ” لكن يمكن للإنسان أن يرتقي على هذه النماذج وهذا النوع من الحياة الواهن وينشئ نماذجه الخاصة هذا الامتياز هو الشيء الوحيد الذي لدى الإنسان قوة كاملة للتحكم به وتوجيهه ومن الشيق مراقبة أن الخالق لم يعط الإنسان أي نوع من أنواع الثراء بدون إرسال قانون معه، الطريقة التي تمكن الانسان من فعل ما يرديه بهذا الثراء
تطبيقات قوة العادة الكونية
قوة العادة الكونية لها تطبيقين أحدهما سلبي والآخر إيجابي
التطبيق السلبي لهذا القانون يسمى “الإيقاع المنوم” والذي يعني أنه بتجاهلنا لإصلاح أفكارنا حيال الأشياء التي نرغب بها في الحياة وعدم استخدام قوة العادة الكونية هذه في تحقيق اهدافه يرد القانون سلبيا بالتصرف طبقا لهذه الميزة المنومة ويعالج عقلنا للوصول إلى أشياء لا ترغب بها ويجلب لنا النظير المادي لهذه الرغبات نفهم هذا المبدأ لقوة العادة الكونية وبوضوح سنحصل على تصور أفضل لكن هو شيء أساسي أن تبقي عقلك مشغولا لنماذج الحياة والأشياء التي ترغب بها حتى تتولى هذا النموذج قوة العادة الكونية
قوة العادة الكونية هي الكلب المراقب إذا جاز التعبير التي تراقبك طوال الحياة وتفحص كل فكرة لديك وكل فعل تتورط به وتجبرك على تحمل العقوبات أو الحصول على المكافآت التي في تلك العلبتين المغلفتين حين تفهم مبدأ قوة العادة الكونية سيصبح من الواضح لك كفاية أن تمضي بالحياة بدون استخدام قوة هذا القانون لإنشاء الظروف والرغبات التي تختارها بشكل تطوعي أو بتجاهلك ستسمح لهذا القانون أن يجبرك على تحمل العقوبات التي شرحتها
لدى قوة الاختيار هنا نفس الشيء يحدث في الأشياء الاخرى لكن تجاهل ممارسة هذه العادة يجلب الكثير من العواقب الوخيمة عليك الآن ربما تعرف لماذا حذرتك في زيارة سابقة أن العلبتين المغلفتين ليست خيال لكن واقع وبالطبع تفهم الآن أنه عليك أن تعد نفسك لمنافع أحدها أو تجبر على تحمل عواقب الاخرى حيث أنه ليس هناك طريق وسط لدى أي شخص تفهم هذه الحقيقة العميقة وستحصل على تفهم أكبر للقوة المتاحة لك.
عبر تطبيق مبادئ النجاح لــ “علم النجاح” ربما تحصل على تفهم أفضل لسبب انتشار هذه المبادئ للنجاح في العالم, بدون عمل تنظيمي لفعل هذا لماذا يؤمن الكثيرون أن هذه الفلسفة جلبت نجاح شخصي للآخرين أكثر من أي فلسفة أخرى, صممت لمساعدة الانسان على الاستحواذ على عقله
قانون “إيمرسون” للمكافآت
أفضل وصف لقوة العادة الكونية رأيته هو قانون “إيمرسون” للمكافآت والذي أنشئ بوضوح حقيقة أن لا شيء يحدث بواسطة الحظ لكن كل تأثير له سببه القاطع بالرغم من أننا نرى تأثيرات لا يمكننا تفهم أسبابها إذا قرأت مقالة (إيمرسون ) عن المكافآت مجددا واضعا في اعتبارك ما قلته حول العادة الكونية ربما تحصل منها على أكثر مما حصلت عليه مسبقا.
توضيحات حول عمل قوة العادة الكونية
أولا: دعني ألفت انتباهك إلى حقيقة أن قوة العادة الكونية تتحكم في عادة الإلكترونات والبروتونات لذا فعلاقتهم الكيميائية تتبع دوما نفس النموذج لهذا نرى أن كل شيء في الكون يتأثر بقوة العادة الكونية وكل شيء يتحرك ويوجد بواسطة نموذج ثابت ودائم إلا لدى الإنسان الذي يمكنه كسر العادة التي تنشأ بواسطة قوة العادة الكونية وينشئ مكانها عادة اختياره
ثانيا : قوة العادة الكونية تتحكم في نماذج كل النباتات التي تنمو من التربة إلى الرض لذا ، فكل شيء يعيد انتاج نفسه بنفس النموذج حبات القمح دوما تنتج حبات القمح ، لكنها لا تخطيء وتنتج أي نوع آخر من الحبوب ذرة من الهيدروجين وذرتين من الأكسجين معا دوما ينتجان الماء ليس أي شيء آخر لأن نموذج التفاعل الكيميائي الخاص بهم تتحكم به قوة العادة الكونية
ثالثا: حين يركز العقل البشري على هدف محدد تتحرك قوة العادة الكونية إلى الفعل في الحال وتجلب إلى الشخص المواد المعادلة لهذا الهدف وهذا التصرف لا يتغير على الإطلاق بالرغم من ذلك الإيقاع المنوم والذي هو التطبيق السلبي للقانون سيجلب إلى الإنسان بشكل قطعي كل الأشياء والظروف الغير مرغوب بها والتي يعتمد عليها العقل فيما بعد كالفقر والصحة السيئة والفشل والخوف وكل الأشياء الغير مرغوب بها الأخرى
رابعا: قوة العادة الكونية تشرح ذاتها عبر مشاعر الجنس وهي الطريقة التي يعيد كل كائن حي إنشاء جنسه افهم هذه الحقيقة وستفهم بشكل أفضل قوة مشاعر الجنس التي لا يمكن مقاومتها, الطريقة التي تنشئ بها الطبيعة كل الكائنات الحية ستفهم أيضا بشكل أفضل لماذا الاهداف والأغراض والتي تعبر عنها قوة مشاعر الجنس يتم إعادتها بشكل دائم عبر قوة العادة الكونية
خامسا : أحيانا نجد البعض يتحدث عن الناجحين كأنهم كانوا على الشعاع مما يعني أن هؤلاء الذين يتمتعون بالنجاح أنشأوا نماذج النجاح العليا لديهم في عقلهم والتي حملتها قوة العادة الكونية إلى نهايتها المنطقية ووجهتها إلى نهاية مرغوب بها للحصول على هذه الرغبات.
ابق عقلك مشغولا بتنفيذ هدفك بدلا من السماح له أن ينحرف تجاه الأشياء التي تود تجنبها أنت على الشعاع حين يمكنك أن تقول بصدق أنا أعلم بدقة ما أريده من الحياة “ولدي إيمان أنني سأحصل عليه” أنت لا تكون على الشعاع حين لا يكون لديك هدف محدد من الحياة وتمضي بلا هدف في الحياة الفاشلون هم أيضا على الشعاع ولكنهم على الجانب السلبي للشعاع لأنهم تجاهلوا استخدام هذا الثراء الذي أتى معهم في هذه العلبة المغلفة ووضعوا أنفسهم تحت تأثير الإيقاع المنوم والذي هو التطبيق السلبي لقوة العادة الكونية
هناك كلمة واحدة لا يقولها الأطباء وهي كلمة “الولوع المرضي” مما يعني ان المريض يؤمن بمرضه كشيء لا يمكن معالجته, التركيز يمكن أن يكون عاملا مساعدا لهؤلاء الذين اكتشفوا المفتاح الغامض للنجاح وتعلموا تطوير هذا التركيز بداخل عقلهم بناء على الأشياء التي يرغبون بها في حياتهم
قوة العادة الكونية هي القوة التي تجعل هذا التركيز دائم يجب أن يكون لديك تركيز محدد مبني على هدفك الرئيسي في الحياة لكن إن الشخص الوحيد الذي يمكنه صنع هذا التركيز يمكنك أن تفعله عن طريق الاستحواذ على عقلك وتوجيهه تجاه رغباتك الأساسية في الحياة إذا فعلت هذا باتباع كل التعليمات التي أعطيتها لك في هذه الزيارات في وقت قصير ستجد نفسك على الشعاع وتوجهه تجاه كل شيء ترغب به وكل شيء تستحق أن تحصل عليه, في النهاية تذكر أن سلوكك العقلي هو شيء يمكنك التحكم به بشكل مطلق يجب أن تستخدم ضبط النفس حتى تصنع نموذج للعادات أو للأفكار والتي تبقي سلوكك العقلي إيجابيا طوال الوقت, سلوكك العقلي شيء هام لأنه يعمل كمغناطيس يجلب إليك كل شيء يجعلك ما أنت عليه, إذا أردت الاحتفاظ بهذا الشعاع الذي يقودك إلى النجاح تأكد أن تعطي قوة العادة الكونية نموذج تفكيري مبني على الأشياء التي ترغب بها في الحياة وهي ستتولى باقي الأمر.
يمكنكم أيضاً قراءة مقالة >>> فكر تصبح غنيا نابليون هيل – خطوات نحو الثراء