نستخدم جميعًا الصور النمطية، ولكن نتفق أيضًا أن هذه الطريقة غير صحيحة؛ ذلك أننا يجب أن نوقف الافتراضات والأحكام ونتعرف على الناس بشكل حقيقي. فكم سيكون عظيمًا إذا اتخذنا خطوات جيدة نحو ذلك في حياتنا.
ما هو التفكير النمطي، وكيف نتعامل معه؟
التفكير النمطي، هو التفكير الذي يتبعه الشخص أو الأشخاص اعتمادًا على الأفكار الجاهزة (يمكن إرجاعها إلى عادات وتقاليد وموروثات ثقافية ودينية)، وبشكل مثالي نقول إن الأصولية والموروث الفكري هي نماذج للتفكير النمطي، وقد استخدمت عن الغرب؛ ويمكننا الإشارة إلى المعتقدات المسيحية في أوروبا، أو الإسلام في الشرق، حيث نرى أن كثيرًا من المتشددين يؤكدون على تطبيق الكتاب المقدس حرفيًا.
وأيضا المقلدون هم نماذج للتفكير النمطي، لأنهم يتبعون نهجًا معينًا بشكل تكراري من دون الغوص في مبرراته، هناك نوعية جديدة من التفكير النمطي وهي التأثر بالأفكار والمبادئ والإيمان بها (تولد قناعة).
وأما التفكير اللانمطي
فهو التفكير الإبداعي ويعدّ نشاطًا عقليًا مركبًا وهادفًا، حيث توجهه رغبة قوية في البحث عن سلوك أو التوصل إلى نواتج أصلية لم تكن معروفة سابقًا، فعندما يرد تعبير الإبداع يتبادر إلى ذهن الناس أن هناك إنجازًا خارقًا وهذا ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا فالإبداع مستويات مختلفة وأنواع تتمثل في:
الإبداع التعبيري:
وهو عبارة عن تطوير فكرة أو نواتج فريدة بغض النظر عن نوعيتها أو جودتها، كما في الرسومات العفوية للأطفال.
الإبداع المنتج:
هو البراعة في التوصل إلى نواتج من دون عفوية مثل تطوير آلة موسيقية.
الإبداع الابتكاري:
هو براعة في استخدام مواد لإيجاد منتج جديد، مثل اختراع أديسون للمصباح.
اقرأ أيضاً : التفكير الإيجابي سيغير حياتك إلى الأبد
الإبداع التجديدي:
وهو قدرة الشخص على إحداث خرق في قانون أو نظرية معمول بها، مثل ما قدم كوبرنيكوس من إضافات على نظرية بطليموس في علم الفلك.
الإبداع التخيلي:
وهو نادر الحدوث ويقصد به التوصل إلى مبدأ أو نظرية أو فرضية جديدة.
ونرى أن التفكير النمطي غير معيب بشكل كبير؛ بل هو حالة من التعلم وحالة مهمة نحتاج إليها في كثير من جوانب الحياة فالطبيب مثلا يتبع تفكيرًا نمطيًا لتشخيص حالة المريض، وكذلك المهندس يتبع تفكيرًا نمطيًا لحل مشكلة هندسية .إذاً التفكير النمطي واللانمطي وسيلتان نستخدمهما في حياتنا البشرية.
وإليك طرق للتعامل مع التفكير النمطي بشكل صحيح:
1. تعرف على الناس عن قرب
يجب أن تتعرف على الناس، وإذا كنت تتساءل عن ذلك الجار الذي يبدو قليل الكلام وربما غير مهذب، اذهب وقل مرحبًا. لا تفترض أنهم مزعجون أو لديهم مشكلات، إنما امنحهم فرصة. فهل يمكن أن ينتهي الأمر مع صديق عظيم بسبب أنه قليل الكلام ثم اتضح الأمر أنه كان مكتئبًا، فأنت لا تعرف أبدًا ما يحدث.
أوقف نفسك عن التفكير بشكل نمطي
في المرة التالية التي ترى فيها شخص ما وتبدأ في التفكير بشكل نمطي، توقف على الفور، واسأل نفسك: “لماذا كان لدي رد الفعل هذا؟ ما الذي يزعجني حقًا بشأنه؟ حاول إعادة صياغة ما تفكر فيه.
التركيز على الإيجابية
عندما ترى شيئًا ما في شخص ما يسبب لك انطباعًا تلقائيًا عنه، خذ لحظه وأوقف نفسك وفكر في الأمور الإيجابية للعثور على شيء مفيد عنه.
تفحص دوافعك
هذه تعتبر واحدة من الأمور الصعبة فقط عليك أن تفكر في الأسباب التي تجعلك تفكر في الآخرين أو الأشياء بهذه الافتراضات. مثل “هل يذكرك بشخص ما؟ هل يفعلون شيئًا ترغب في القيام به، أو شيء معنويًا أخلاقيًا؟ ما الذي يزعجك؟ بعد كل شيء ، أنت هو أنت وكذلك هم مثلما كانوا، نحن جميعًا مختلفون.
البحث عن تركيز مختلف
فكر في شيء مختلف مثل الحفاظ على رشاقتك أو إيجاد هواية معينة وممارستها، فيجب عليك أن تضع طاقتك في مكان ما إيجابي، حتى تبتعد عن التفكير بالشكل النمطي في الآخرين.
التطوع ومساعدة الآخرين
هذا صحيح، ليس فقط لإفادة الآخرين؛ بل لأنه سوف يعطيك منظور جديد للحياة. مساعدة الآخرين ورؤية ما يمر به الأشخاص هو طريقة رائعة للتخلي عن الأفكار السلبية المسبقة.
ضع نفسك مكان الأشخاص
تذكر نحن جميعًا نسير في هذه الحياة بطريقتنا الخاصة. ولدينا مشاكل واهتمامات وصعوبات ومآسي فقبل أن تحكم على أحد حاول أن تتخيل كيف يبدو الأمر بالنسبة له وتضع نفسك مكانه.
فكر بجدية
ندرك أن لدى الجميع الصورة النمطية ولا أحد محصن، فإن معرفة أننا نقوم بذلك يمكن أن يكون قوة دافعة تساعدنا على تغييرها.
ابحث وأقرأ وتعلّم
يجب عليك أن تقرأ حول كيفية التعامل مع الصور النمطية، وعن كيفية تأثيرها على الآخرين فكلما عرفت أكثر كلما قل احتمال مشاركتك في هذه السلوكيات السلبية.
لا تترك أحد ينتقد الآخرين
إذا كنا مع مجموعة من الأصدقاء وبدأ أحدهم في انتقاد شخص ما يرونه، فيجب علينا الوقوف ومنعه من ذلك السلوك، وتوضيح له أن ما يفعله شيئًا سيئًا، لأنه يترك تأثيرًا سلبيًا على الآخرين.
اقرأ أيضاً :
فرط التفكير يدل على أن صاحبه شخص عبقري ومبدع!
فكر تصبح غنيا – قواعد التفكير الصحيح
المصادر :