في هذه المدينة الفريدة؛ لا سياسـ ـة لا ديـ ـن ولا حتى نقود!

 

تبدو فكرة رائعة أن يصبح الكبار والصغار والرجال والنساء من جميع الثقافات قادرون على العيش في سلام ووئام، هذا ما تسعى بلدة أوروفيل لتحقيقه حيث أن الغرض الوحيد من العيش فيها هو تحقيق الوحدة بين جميع البشر؛ فلا يمكن لإنسان أن يكون قادرًا على تخيل إمكانية وجود مكان كهذا في الوجود! مكان لا يتبع المعايير التي اعتدنا عليها، مكان لا يهتم لكونك تملك المال أو لا، أو ما هو دينك وعقيدتك أو أي جماعة سياسية تؤيد، فهذه البلدة تبدو مثل الجنة..

 

مدينة عالمية فريدة

تُعد بلدة أوروفيل التجريبية (الواقعة على بعد 8 كم شمال غرب بودوتشيري) مدينة تستحق أن تكون عالمية، فهي مكان يعيش فيه جميع السكان من كل دول العالم على اختلافهم بسلام -بغض النظر عن القوميات والمذاهب والسياسات-، ويوجد هناك العديد من كنائس القرن الثامن عشر والتاسع عشر وعدد من المباني والمعالم الأثرية الموجودة على طول الشاطئ؛ مثل تمثال فرانسوا وتمثال غاندي وتمثال نهرو والمقهى الفرنسي ونصب الحرب التذكاري الفرنسي ومنارة من القرن التاسع عشر ومتنزه بهاراتي وقصر الحكام، ومكتبة روماين رولاند والجمعية التشريعية، بالإضافة إلى متحف بودوتشيري ومعهد بودوتشيري الفرنسي في شارع سانت لويس.

 

اقرأ أيضاً : عادات السعادة كما يراها “أسعد رجل في العالم”

 

أين تقع؟

تقع بلدة أوروفيل في حي فيلوبورام على بعد ما يقرب من 150 كيلومترًا من تشيناي المعروفة بإسم “مدارس” جنوب الهند، وبالرجوع إلي تاريخ بلدة أوروفيل نجد أنها تأسست في عام 1968 من قبل الزعيمة الروحية ميرا ألفاسا، كمدينة حيث يمكن للناس من جميع أنحاء العالم العيش في وئام، وبلغ عدد سكان بلدة أوروفيل في العام 2014 حوالي 2400 فرد.

واعتمدت الزعيمة ميرا ألفاسا (أو “السيدة الأم” كما يطلق عليها سكان المدينة) على المهندس المعماري “روجر أنجر” ليصمم لها المدينة على مساحة 3930 فدانًا، حيث تحتل مساحة المدينة حوالي 1150 فدانًا، بينما تبلغ مساحة المنتزهات والحدائق الخضراء التي تتوقها حوالي 2780 فدانًا، وقد جاء التصميم بهذا الشكل حتى يستطيع السكان والزائرين الحصول على طاقة طبيعية وهدوء نفسي ممتع لعقولهم وأجسادهم من خلال هواء نقي ومساحات خضراء.

وتطمح الإدارة المحلية في أوروفيل إلى إنشاء نظام نقل آمن وخالي من التلوث، حيث يتم بذل جهود مضنية للحفاظ على المنطقة الوسطى في بلدة أوروفيل خالية قدر الإمكان من المركبات الثقيلة، حيث تريد بلدة أوروفيل أن تكون مثال يحتذي به كمدينة صديقة للبيئة، إذ بلغت مساحة الأراضي المزروعة في أوروفيل 160 هكتارًا، وتتنوع هذه المحاصيل ما بين أشجار الفاكهة وحقول الذرة والبساتين.

ويتعايش سكان بلدة أوروفيل دون أي مشكلة، ذلك أنه ليس لديهم نظام سياسي، ولا دين، وعلاوة على ذلك فإنهم لا يستخدمون المال في المعاملات التجارية، إنما يعيشون جميعًا عبر نظام المقايضة (تبادل الموارد). بالإضافة إلى أنه لا يمكن الحصول على خمر أو أي نوع من المخدرات هناك؛ تحسبًا لأن يكون الشخص خارج عن سيطرة عقله مما يدعيه لارتكاب أفعال إجرامية، حيث تسعي بلدة أوروفيل إلي أن تكون مدينة سلام وحب خالية من الشرور.

تُصنع المباني بناءً على هيئة نماذج للهندسة المعمارية التجريبية، حيث إنها تتغير باستمرار وذلك لأن هذه الهياكل تسعى إلى تحسين استخدام الطاقات المتجددة، وهدفها الرئيسي هو إعادة الاستخدام وإعادة التدوير.
بينما يتغير العالم بسرعة ويتلمس طريقه نحو نماذج جديدة لإعادة بناء نفسه، فإن بلدة أوروفيل تقف في بداية ألفية جديدة ومستعدة لدخول مرحلة جديدة تساهم فيها في تطور ونمو العالم نحو الأفضل، بإيمان كبير في تحقيق مستقبل مشرق للبشرية.

بالأخير،
هل كنت تتخيل وجود مثل هذه البلدة من قبل؟ بلدة بلا سياسة بلا دين بلا نقود؟! والآن، هل تحب زيارتها؟ هل تود الاستقرار فيها؟ إلى متى تتوقع لهذا النموذج أن يصمد؟

 

اقرأ أيضاً : 

كيف بمقدور 5 دقائق يوميًا أن تغير حياتك ؟!

من أين يأتي شعورنا بالتسامح والمغفرة؟

لاستخدام عواطفك بشكل أكثر فعالية؛ إليك هذه النصائح

 

المصادر :