علاج الخوف عند الاطفال

ليس غريبًا أن نخاف؛ فالخوف أمر طبيعي يشعر به الإنسان في بعض المواقف التي تهدد حياته بالخطر، أما إذا كان غير طبيعي ومُبالغ فيه فهنا يكون الأمر مرضيًا فيما يُسمى (الفوبيا)، بل إنه هناك من الخوف ما هو قاتل، ونجد الخوف عند الطفل يأتي من بعض الأمور.

 

أسباب الخوف عند الأطفال


– تهديد الأبوين له وتخويفه باستمرار.
– مشاهدته للمناظر العنيفة أو المرعبة، واستماعه للقصص المخيفة .
– فقده للرعاية الأسرية؛ سواء كانت بوفاة أحد الأبوين أو انفصالهم عن بعضهم البعض، وهنا سيقع الطفل في حفرة الحرمان العاطفي والضغط النفسي.

-البيئة العائلية المليئة بالخلافات والمشاجرات التي تزعزع اطمئنانه وإحساسه بالأمان.
– خوفه من الأشياء المحسوسة مثل (الطبيب)، أو غير المحسوسة مثل (الموت،  الأشباح، العفاريت).
– فالطفل مثل النبات، يلزمه رعاية وإهتمام ودعم بكل المشاعر الإيجابية التي ترفع من معنوياته.



علاج الخوف عند الاطفال


الآن إليك 10 أدوات تفيد في علاج الخوف عند الأطفال لمساعدتهم على التحكم في مخاوفهم وجعلهم أقل قلقًا:

أولًا: تعليم الأطفال مراقبة استهلاك وسائل الإعلام المخيف سواء كانت صور، أفلام،  ألعاب، مواقع الإنترنت، وفيديوهات اليوتيوب؛ كل ذلك يمكنه أن يُثير الخوف لديهم . لذا، راقب وسائل الإعلام التي يشاهدها طفلك وخصوصًا التي يستمع إليها قبل نومه.
انصحه بمشاهدة الأفلام الكوميدية التي تجعله أكثر راحة وتقلل من مخاوفه،  وشغلها له حينما يبدأ بالغضب.



ثانيًا: شارك طفلك مخاوفه واجعله يخبرك بها وشجعه علي ذلك، لأنه عندما يتحول خوفه إلي بضع كلمات يخبرك بها،  هذا يساعده على التحكم في خوفه أكثر.
هدفك هو أن تعرف مخاوفه مبكرًا؛ حتى لا تسيطر عليه. لذا، طمئنه بأنك ستستمع إليه وتوضح له أي سوء فهم يؤرقه، وأن تجيب على جميع أسئلته بطريقة بسيطة مناسبة لعمره.


ثالثًا: توفير الدعم لطفلك عن طريق مساعدتك له كي يشعر بالأمان، واعلم أن كلماتك لها قوة وتأثير كبير جدًا عليه؛ فعندما يواجه طفلك مخاوفه وتكون أنت بجانبه تشجعه، وتخبره بأن كل شئ سيكون على ما يرام ؛هذا من شأنه أن يجعله يشعر بالأمان أكثر.
فكلماتك التشجيعية والتحفيزية ستصبح له نموذج يستخدمه بنفسه؛ وذلك لأن أطفالنا ينظرون إلينا ويتعلمون كيف نواجه مخاوفنا، ومن ثم يقوموا بنسخ ما نفعله إلى عقولهم.
لذا، عليك أن تكون نموذج مثالي في تخطي مخاوفك حتى يقتدي بك طفلك.


رابعًا: ساعد طفلك في اكتشاف حقيقة ما يتوقعه؛ فهناك بعض المخاوف التي لا نستطيع أن نحمي أطفالنا منها، حينها لا يكون علينا سوى إخباره بهذا الحدث بطريقة مناسبة؛ لتمحي من خياله التصورات الخاطئة وهكذا يشعر بطمأنينة.
فعلي سبيل المثال:
إذا كان طفلك يعاني من عدم الشعور بالأمان في المدرسة،  فيجب عليك أن تساعده علي معرفة قوانين المدرسة، وكيفية التعامل مع المدرسين، واجعله يرى إحكام غلق الأبواب بنفسه حتى يطمئن، وصف له كيف كل مسؤول يقوم بدوره في حالة الطوارئ من الشرطة وقسم الحريق والأطباء.

اقرأ أيضاً : الخوف عند الاطفال… اسبابه وعلاجه

 

خامسًا: اقرأ له الكتب التي توضح كيفية التعامل مع الخوف، واذكر له أمثلة توضح ذلك، هذه الطريقة تُسمي العلاج عن طريق الكتب؛ وهذه الطريقة مفيدة له.

الأطفال عادة ما تتفاعل مع من يشاركونهم نفس الشعور والمخاوف؛ فهولاء الأشخاص بالنسبة للأطفال هم أكثر عرضة لتحويل شعور الخوف إلى كلمات تمكنك من الحد من هذا القلق.



سادسًا: علم طفلك مواجهة خوفه من خلال قول بعض العبارات الإيجابية التي تحفزه، واجعله يكرر تلك العبارات عدة مرات في اليوم حتى يستطيع أن يقولها لنفسه عندما يشعر بالقلق والخوف.
ومن هذه العبارات :- (يمكنني أن أفعل ذلك، سأكون بخير)،  إنها عبارات ليست صعبة ولكن لها تأثيرها على طفلك.



سابعًا: ساعده علي الاسترخاء باستمرار، لأن الخوف يجعل طفلك متوترًا؛ فساعده على التخلص من ذلك من خلال ممارسة الاسترخاء مرارًا وتكرارًا حتى يصبح عادة تلقائية بالنسبة له.
أخبره في اللحظة التي يبدأ فيها الشعور بالتوتر، أن يبدأ بمحاولة تخيل نفسه يجلس علي سحابة في السماء يحملها الهواء، أو يجلس على شاطئ ويستمتع بهدوء المكان وصوت البحر الهادئ، ثم يأخذ نفس عميقًا ببطء ليقلل من شعور القلق .
علّم طفلك أن رئتيه عبارة عن بالونات ممتلئة للنهاية، واجعله يسمح لها بأن تُخرج ما بها من هواء ممزوج معه مشاعر الخوف والقلق والتوتر ويلفظها خارجًا.


ثامنًا: عانق طفلك عندما تجده حزين أو قلق؛ لأن غرائز الأمومة والأبوة تبعث لهم في هذا العناق شعور بالراحة والطمأنينة، وحسب دراسات جامعة ميامي التي أظهرت أن العناق وتدليك الظهر تعتبر مهدئ خاص، وأيضًا له فوائد عاطفية للأطفال في حالة الصدمة. لذا، علم طفلك أن يقول (أحتاج إلى عناق).



تاسعًا: استخدم خيال طفلك بأن تستبدل صورة ذلك الرجل الشرير بصورة فارس شجاع متمسك بدرعه أو بطل خارق يأتي لإنقاذ الضعفاء ويطارد تلك الشخصيات الشريرة.
فهذه تقنية (تخيل الحلم الذي تريد أن تعيشه).

أخبرتني أيضًا أحد الأمهات بتجربتها مع طفلها الذي كان يعاني من خوف (الوحش) الذي كان يظنه يسكن دولابه؛ حيث قامت الأم بإحضار بضعة زجاجات فارغة وملأتها بالماء وقالت له إن هذه الزجاجات تحتوي علي جرعات سحرية تُستخدم للتخلص من الوحوش؛ فأخذها الطفل وقام برش دولابه بها وكان يرشه من بعيد لأنه حينها كان خائفًا ولكن بعد إنتهائه من رش دولابه فرح وقال (لقد فعلتها يا أمي وتخلصت من الوحش بالجرعة السحرية !!)

عاشرًا: ضع ابنك في موقف القائد، حيث توضح الأبحاث أن الشعور كما لو كان لديك بعض السيطرة علي وضع ما، يساعد علي تقليل القلق والتوتر. لذا، عليك أن تعلّم طفلك أن يسيطر على مخاوفه ويحدد خوفه من شئ واحد.
فمثلا:- تلك الظلال الغريبة التي توجد علي حائط الغرفة تجعل طفلك يخاف من النوم في الظلام أو النوم بمفرده؛ عليك هنا أن تساعده على التخلص من هذا الخوف بطريقة ما .
سواء بإضاءة مصباح صغير بجانبه أو تحريك السرير بعيدًا عن الدولاب أو الحائط حتى لا يرى تلك الظلال مجددًا.



في الواقع، أنت لا تستطيع التنبؤ بما سيحدث في المستقبل لكي تحمي طفلك منه قبل حدوثه ولكن يمكنك دومًا مساعدته على تخطيه، والتغلب على مخاوفه وتعزيز ثقته بنفسه، حتى تتكون لدي طفلك شخصية قوية معتمدة علي نفسها تستطيع التخلص من خوفها وقلقها بطريقة بسيطة.

 

 

اقرأ أيضاً :