لماذا علينا الالتحاق بدورات التعليم الإلكترونية؟

 

 

نشرت “هارفارد بيزنس” مقالًا مؤخراً، بعنوان “من الذي يستفيد من الدورات التعليمية على الإنترنت؟ ولماذا؟”، والذي يلقي بعض الضوء على الشكوك حول فعالية الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت. (هل الناس يكملونهم؟ هل ينتجون نتائج ملموسة؟ هل يستحقون الضجة التي يطلق عليها “ثورة في التعليم”؟). 


دعنا لا نغفل أن في السنوات الثلاث الأخيرة، هناك أكثر من 25 مليون شخص من جميع أنحاء العالم التحقوا بتلك الدورات التي تقدمها منصات مختلفة، ولكن وفقًا لـ Coursera، فإن 4% فقط من المستخدمين يكملون الدورات التي بدؤوها، ويحصلون على الشهادات.
إذًا هل هذه النسبة تجعلك متحمسا للتقديم في الدورات كخيار صالح للتعليم المستمر في مجالك؟ ربما لا، ولكن لا تصاب بالإحباط، فيمكنك أن تكون من هؤلاء الـ 4% بالطبع إذا علمت أن الموضوع يستحق كل هذا العناء!


وعادةً ما يبحث المشاركون في دورة تدريبية عن أحد هذين النوعين من النتائج: الفوائد التعليمية، أو المزايا المهنية. فهناك 52% من المستخدمين هدفهم الأساسي لأخذ تلك الدورات هو تحسين وظيفتهم الحالية أو إيجاد وظيفة جديدة.

 

ومن المنظور الفردي: فإن أكثر ما يجذب الشخص إلى هذا النوع من التعليم هو أنه يسمح للأفراد بالتعلم المستمر بأيديهم وإكمال التدريب عندما يريدون، وأينما يريدون. فإذا كانوا يريدون التقديم لهذا العمل الذي يتطلب مهارة لم يتقنوها بعد، فإن ثماني ساعات من الدورات في المنزل في عطلة نهاية الأسبوع قد تدفع سيرتهم الذاتية في الاتجاه الصحيح. 

أما من منظور التعلم والتطوير: فإن هذا النظام يوفر منصة للتعلم المستمر مع مواضيع وافرة، والتي يتم إنجازها في وقت قصير. لذا يمكن لأصحاب الشركات استخدامها كأداة تكميلية لتدريب موظفيهم، ورفع مستوى الأداء العام في العمل.

 

ويعد الجانب السلبي الوحيد في دورات التعليم عبر الإنترنت هي كونها بلا رقيب، أي أن المتعلم عليه الانتباه جيدًا لما يدرسه، ويتابع تقدمه باستمرا، وأيضًا عليه التركيز على ما يريده بالضبط ولا يتيح مجالًا للتشتيت، وكذلك يتبع النصائح التالية، حتى يكون من الـ 4% الذين يكملون الدورات تلك، أو ربما يساهم في رفع هذه النسبة:

 

1- راجع متطلبات الدورة التعليمية قبل البدء فيها


يمكن للفصول الدراسية عبر الإنترنت أن تفيد الطلاب الذين لديهم جداول مشغولة، ولكن ذلك فقط في حالة تمكنهم من الاستفادة من المواد.
وينصح “أندرو وولف”، منسق التعليم عبر الإنترنت في كلية “روتشستر” للتمريض، بأن عليك أولَا فهم المتطلبات التقنية، أي تأكد قبل بدء الدورة التدريبية أن الكمبيوتر الخاص بك سيعمل مع كافة الأدوات المستخدمة عبر الإنترنت، وأنك تعرف كيفية التنقل بينها حتى لا تضطر إلى قضاء بعض الوقت أثناء الدورة التدريبية في اكتشاف التقنية.

 

2- استعن بذوي الخبرة


بعد أخذ عدة دورات ستتمكن من تعديل أسلوب تلقيك للمعلومات، وتدريجيًا ستحصل على نتائج أفضل، لكن إلى أن يحدث ذلك، فيمكنك مبدئيًا الاستعانة بمعلمك الخاص لتوجيهك وإعطائك النصائح، وأحيانًا يكون هناك مدربين خاصين بالدورات يمكنك استشارتهم في حالة كنت تريد المساعدة أو أن هناك ما تبحث عن إجابته، والأفضل هو أن تبحث بنفسك.
وعمومًا فالمساعدات متاحة دائمًا، ولكنها لن تكون متاحة في لمح البصر، حيث عليك أن تكون على استعداد للبحث والعثور على الإجابات بنفسك.

 

اقرأ أيضاً : 8 أخطاء شائعة لدى طلاب التعليم الإلكتروني؛ تعرف عليها الآن

 

3- حدد مواعيد ثابتة


سيقوم المدربون الجيدون عبر الإنترنت بإنشاء دورات سهلة الوصول ولديها أهداف واضحة، وغالبًا سوف يمكنك اختيار الوقت المناسب لك لتتلقى فيه الدورة، على أساس جدولك اليومي، لكن إن لم تتمكن من ذلك أو كان هناك مواعيد محددة بالفعل، فعليك إنشاء جدولًا جديدًا يتوافق مع تلك المواعيد، حتى تتمكن من متابعة كافة مسؤولياتك دون تقصير في أي منهم.

 

4- راجع أولوياتك


عادةً ما يكون للطلاب الملتحقين بالدورات التقليدية جدولًا ثابتًا لمتابعة التعليمات داخل وخارج الفصل الدراسي من واجبات منزلية وتحضير للدروس وغير ذلك. أما بالنسبة للدورات التدريبية عبر الإنترنت، تقول “كارين ستيفنز”، كبيرة مستشاري الجامعة في جامعة “ماساتشوستس”: “إن الطلاب حقًا بحاجة إلى التنظيم من البداية ليتمكنوا من النجاح في دورات الإنترنت، حيث يجب أن تكون جميع التواريخ المرتبطة بمواعيدهم مدرجة في التقويم الخاص بهم، ويجب إنشاء مجلدات عبر الإنترنت لحفظ أعمالهم بشكل دوري، كما يجب ألا تكون منطقة العمل هادئة فقط ولكن أيضًا نظيفة، مع الاحتفاظ بكافة المواد الدراسية معًا.

 

5- خصص مكانًا مناسبًا


هناك شيء واحد مشترك في الدورات الدراسية عبر الإنترنت والدورات التقليدية، وهو أن الطلاب لا يزالون بحاجة إلى مكان للدراسة أو إكمال المهام الدراسية، سواء كان ذلك في مقهى، أو في مكتبة المدرسة، أو في المنزل. فأينما يختار الطلاب أن يدرسوا وينجزوا المهام الدراسية، يجب أن يجعلوه موقعًا ثابتًا خالٍ من التدخلات الخارجية، كما يشير “روشستر وولف”: “أنت بحاجة إلى مكان للدراسة لتتمكن من المحافظة على الهدوء حيث يمكنك التركيز على عملك دون تشتيت انتباهك”.

 

وهكذا يمكنك اتمام دورتك وتحقيق استفادة قصوى منها.. ☺

 

اقرأ أيضاً :