هل يمكنك التخلص من الصور النمطية بشكل نهائي؟


هل يمكنك التخلص من الصور النمطية بشكل نهائي؟
هل يمكنك التخلص من الصور النمطية بشكل نهائي؟

 

إذا قمت بالبحث ستجد أن التفكير النمطي له بدايات تاريخية فضلًا عن ارتباط علم النفس به، وبعد أن تتطلع على التفكير النمطي وبداياته وكيف نتعامل معه، سيتبادر إلى ذهنك سؤال مهم؛ ألا وهو ” هل يمكن منع القوالب النمطية بشكل نهائي؟” يبدو أنه أمر لا مفر منه خاصة أنها كانت موجودة منذ فترة طويلة، فلا نستطيع منعها بشكل نهائي ولكن يمكننا محاولة تجنبها بأنفسنا.

 

الصور النمطية تبدأ في مرحلة الطفولة

خلال شبابنا تكون عقولنا تحت سيطرة الصور النمطية باستمرار من خلال المشاهد في التلفزيون أو الصور النمطية في الحياة عمومًا. حتى أفلام ديزني المفضلة لدى العديد من الأطفال تحتوي على العديد من الصور النمطية المختلفة، مثل التاجر في علاء الدين. وفي إحدى الدراسات التي تمت في أوروبا، تم جمع ثلاث مجموعات من الأطفال وعرضت لهم صورًا لرجلين – أحدهما عربي والآخر آسيوي. وسُئل الأطفال أي رجل يفضلونه بشكل أكبر، فقال العديد من الأطفال أنهم يفضلون “الرجل الآسيوي”.

 

والعديد من الأطفال رفضوا شخصية الرجل العربي لأنها مبنية على آرائهم بمجرد رؤية صورته. وقال أحد الأطفال: “أعتقد أنه غريب” وقال آخر “إنه مثل المتأنق المخيف”. وبعد ذلك، عُرض للأطفال صورًا لرجل أسود وآخر أبيض. وجاءت التعليقات التي أدلى بها الأطفال بما يلي:
قال أحدهم عن الرجل الأسود: “يبدو أنه حقير”، وأشار إليه آخر بأنه “مطلوب من مكتب التحقيقات الفيدرالي”، وعلق آخر قائلًا: “يبدو أنه لاعب كرة سلة”. وعندما ظهرت صورة الرجل الأبيض، قال طفل “إنه لطيف.” وقال آخر “أعتقد أنه لطيف إلا أنه قد يكون غاضبًا من شيء ما”.

 

وربما كان الولد يرى شيئًا ما لأن صورة الرجل الأبيض كانت لمفجر أوكلاهوما سيتي المدعو تيموثي ماكفي. من المؤكد أن الصور كانت مختلفة قليلًا، لكن عندما سألناهم أي رجل هو مجرم، أشار معظم الأطفال إلى الرجل الأسود. وعندما سألنا أي رجل كان معلمًا، أشار معظمهم إلى الأبيض، وهذا أمر مثير للسخرية لأن الرجل الأسود الذي جاء في الصورة كان أستاذ جامعة هارفارد رولاند فراير.
إذن، بما أن الصور النمطية هي جزء منا منذ الطفولة فلا يمكننا منعها بالكامل؛ بل نستطيع محاولة تجنبها في الوقت الجاري.

 

طرق لتجنب القوالب النمطية

لا تكن لطيفًا إلى حد كبير في موضوع صورتك النمطية:

يعتقد بعض الناس أنهم يستطيعون تغطية الصور النمطية الداخلية من خلال كونهم لطفاء جدًا مع أشخاص معينين من الأقليات. وعلى سبيل المثال أحضر كيم ” من القوقاز” صديقته نيكول “أميركية أفريقية” إلى مدرسة إجازة الكتاب المقدس في الكنيسة. وكان كيم جزءًا من هذه الكنيسة لبضع سنوات ولم يقدمه أحد رسميًا لها. ومع ذلك في اليوم الأول الذي أحضر فيه نيكول جاء بعض أعضاء الكنيسة التابعين لها وقدموا أنفسهم إلى نيكول وتصرفوا بشكل أكثر ودية. وهذا ما يدعى بالنمطية. إن التعامل مع الآخرين بطريقة أفضل لأنه من الأقلية سيعزز الصورة النمطية! لأنه إذا لم تكن الصورة النمطية موجودة فسيتم التعامل مع الجميع على قدم المساواة.

 

اقرأ أيضاً : حين تصبح أسرارنا الشخصية عبء علينا!

 

تعلم كيفية التعرف على التعميمات وتجنبها:

هناك بعض القوالب النمطية التي يكون أساسها تعميمًا، فعلى سبيل المثال كل المسيحيين يكرهون الشواذ، والتكتيك السهل الذي يمكن للمرء استخدامه لتجنب هذه الأنواع من الصور النمطية من الحدوث هو مجرد التوقف للحظة قبل إصدار الحكم والتفكير في هل هذا يكون صحيحًا لجميع الحالات أم لا؟ لأن لا شيء صحيح دائمًا.

 

طرق لعلاج التفكير النمطي

من الممكن تشكيل مؤسسات فكرية، ومراكز بحوث ودراسات متخصصة، تقدم الوصايا إلى صانع القرار، وتساعده على التحرر من التفكير النمطي، فضلًا عن التركيز على المؤسسات الجامعية التعليمية والمدارس بجميع مراحلها، وتزوديها بمناهج علمية، وكوادر تدريسية قادرة على تنمية عقول الدارسين، لتجعل منها أدوات لوأد التفكير النمطي.

 

كما أنه من الهام إدخال المناهج المتطورة في رياض الأطفال بشكل تدريجي لتنظيف تلك العقليات الصغيرة وتزويدها بالأفكار الصالحة، وكل ما هو جيد ومستحدث من السلوكيات والقيم، فضلًا عن إقامة حملات تثقيفية للأسرة تتعهد بها جهود مدنية. و لابد أن تتصدى المنظمات الثقافية إلى دورها الأساسي في هذا الفضاء.

 

والإعلام بوسائله وأنواعه حتى المغمورة منها، عليه البدء بحملات لنقض الفكر النمطي وتشجيع العقول على الولوج في العوالم الفكرية الجديدة. فلا يصح استنساخ الأفكار التي لا تنبع من الثقافة الأصيلة والقيم الأم دون تفكير!. ولا يمكن الاستفادة من الطرق التقليدية المستهلَكة، فالتفكير النوعي الحديث، لا ينتجه السائد أو المستهلَك. بالإضافة إلى تخصيص جرعات مناسبة لدعم الجرأة الفكرية لدى الأفراد ومن ثم المجتمع بأكمله. وعليك بعدم التوقف عن تحديث الخطط الفكرية التعليمية، وتجديدها بما يواكب المستجدات الحديثة في هذا المجال.

وعلى الرغم من أن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للناس في كل مكان أن يصبحوا من خلالها أكثر إدراكًا للصور النمطية، فهي تعتبر قلة قليلة بشكل عام، والطريقة المثالية هي أن تأخذ وقتك في التفكير.

 

اقرأ أيضاً :

ست طرق سرية تطلق العنان لعبقريتك الإبداعية!

لماذا تكتب باليد اليسرى؟

كيف نجني المتعة مع الفائدة من الآخرين 

 

المصادر :


Like it? Share with your friends!