الممارسة الموزّعة: حيلة دراسية واحدة تساعدك على التذكر 60٪ أكثر!


one-study-trick
one-study-trick

 

   تشير ثروة من الأبحاث إلى أنه لتحقيق استمرارية تذكر المعلومة لفترة طويلة، يجب أن يتم ممارسة أو اختبار المعلومات بشكل متكرر، مع تكرار الممارسة بشكل جيد مع مرور الوقت.

  يتعلم البشر بشكل أكثر فاعلية عندما تتم الدراسة في عدة جلسات منتشرة على مدى فترة طويلة من الزمن، بدلاً من دراستها بشكل متكرر في فترة زمنية قصيرة، وهي ظاهرة تسمى تأثير التباعد ((الممارسة الموزعة)). والنقيض لذلك، الممارسة المركزة؛ فهي عبارة عن دورات تدريبية أقل وأطول. إنها عادًة طريقة أقل فاعلية للتعلم.

 على سبيل المثال، عند الدراسة من أجل الامتحان، فإن تقسيم دراستك بشكل أكثر تكرارًا على مدى فترات زمنية أطول سوف يؤدي إلى تعلم أكثر فاعلية من الدراسة المكثّفة في الليلة الواحدة. في الواقع، إذا كنت تريد أن تزيد من تذكرك لمواد الدراسية بنسبة 60٪ ، فعليك أخذ تلك الاستراتيجية بعين الاعتبار، إنها واحدة من أكثر مبادئ نجاح الطلاب دراسًة وتأكيدًا.

 

ماهي الممارسة الموزّعة؟

   تعُد الممارسة الموزعة ((المعروفة باسم التكرار المتباعد أو الممارسة المتقاربة)) استراتيجية فعّالة للتعلم؛ هي واحدة من طرق الذاكرة الأكثر بحثًا في علم النفس المعرفي. فقد ثبتت تأثيرات الممارسة الموزعة بشكل ملحوظ في التذكر طويل الأمد في عدٍة مجالات مختلفة، حيث يتم تقسيم الممارسة إلى عدد من الجلسات القصيرة، على مدار فترة زمنية أطول.

  تعتمد تلك الاستراتيجية على؛ أن يقوم المتعلم بتقسيم المعرفة أو المهارات التي يحتاج إلى تعلمها أو ممارستها في قطع ويتعلمها من خلال ممارستها في عدد من الجلسات القصيرة بدلاً من  جلسة واحدة طويلة.

  على الرغم من أنه قد يبدو أن التعلم الموزّع يستغرق وقتًا أطول، وقد يكون هذا هو الحال على المدى القصير، إلا أنه يحسّن فعليًا من تعلمك وستتذكر ما تعلمته كثيرًا بعد الآن.

 

اقرأ أيضاً : بهذه ال 20 حيلة؛ ستتذكر ما درسته!

 

مدى فاعلية استراتيجية الممارسة الموزّعة تلك..

هناك العديد من التفسيرات التي تجعل الممارسة الموزّعة أو المتقاربة تلك فعّالة للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتذكر شيء تعلمته أو استخدام المهارات على مدار فترة زمنية طويلة.

 

تساعدك على تذكر واسترجاع ما تعلمته!

  • تساعدك على تذكر واسترجاع ما تعلمته!

 

 تقول إحدى النظريات أن سلسلة من الجلسات القصيرة تجبرك على استرجاع “الأشياء” السابقة المستمدة من ذاكرتك طويلة الأمد مرارًا وتكرارًا، ونتيجة لذلك، يصبح أداء الذاكرة أقوى بكثير بمرور الوقت.

 في حين أنه، خلال جلسة واحدة طويلة، لا يحدث هذا “التذكر” بشكل متكرر لأنك لا تحفز الدماغ على فعل ذلك.

 من هذا المنظور، فإن الممارسة الموزّعة تلك تشبه ممارسة الاسترجاع؛ وهي استراتيجية تعلم فعّالة أخرى يتم من خلالها استرجاع المعلومات التي تحتاجها من ذاكرتك مرارًا وتكرارًا مع مرور الوقت، على سبيل المثال من خلال الاختبارات القصيرة، وتقديم الملخصات، والاختبار الذاتي ، وما إلى ذلك.

 

دراسة بحثية

 أجرى مجموعة من الباحثين في جامعة كولورادو اختبارًا لمعرفة تأثير وجود جدول زمني جيد لتذكر الطلاب موادهم الدراسية؛ حيث يحرص ذلك الجدول على تعلم الطلاب في جلسة دراسة مرة واحدة، ثم يعودوا إلى تلك المادة بعد عدة أيام لمراجعتها.

في التجربة، فحص الباحثون العديد من جداول مراجعة الطلاب ووجدوا أن الطلاب الذين نفذوا جدول المراجعة الأمثل حققوا زيادة في التذكر والاسترجاع بنسبة 89.7٪ مقارنة بالذين لا يقومون بالمراجعة على الإطلاق.

 كما سجل جدول المراجعة الأمثل أيضًا 16٪ أعلى من جدول المراجعة الضعيف، فهذا يعني أيضًا أنه حتى تنفيذ المراجعة الصحيحة بشكلٍ سيئ، أدت إلى حدوث زيادة في الاسترجاع بنسبة 61٪ من دون مراجعة على الإطلاق. وهذا يعني أنه بمجرد مراجعة المواد بعد أسبوع، يمكنك تذكر 16٪ منها.

 

هل يمكنك تخيل الأثر الذي يمكن أن يحدث في وقت فراغك إذا قمت بمراجعة كل فصل بعد أسبوع واحد؟

 

تساعدك على التعلم في سياقات مختلفة!

  • تساعدك على التعلم في سياقات مختلفة!

 

  من التفسيرات الأخرى التي تجعل التعلم الموزّع أو المتقارب فعّالاً للغاية، أنك ربما تتعلم في سياقات مختلفة وهذا أمر في غاية الروعة، لأنك تربط ما تتعلمه مع الظروف المختلفة التي تتعلم من خلالها.

 

السياق العرضي للتعلم

 هذا بالفعل ما يطلقه “Whiffen” و”Karpicke” على هذه الطريقة؛ والتي تنص على أن التعلم في سياقات مختلفة ((يمكن أن يكون مكانًا، أنواع مختلفة من الاختبارات، أو الأنشطة، أو الأشخاص)) يسهل ويحسّن استرجاع  ما تم دراسته بدرجة عالية.

  يجب على الناس أن يفكروا ويعيدوا سياق التعلم المسبق بشكل مختلف في كل مرة، لأن التعامل مع كل ما تحتاجه للتعلم بطرق مختلفة يشجع على تذكر المعلومات والمهارات وتطبيقها لأنك قمت “بتسجيلها” بطريقة مختلفة قليلاً في كل مرة وهذا يجعل معرفتك ومهاراتك أكثر مرونة.

 

حسنًا، كيف يمكنني إذًا أن أتبع تلك الاستراتيجية في الدراسة؟

  إذا كنت ترغب أن تتذكر شيئًا ما لسنوات، فأنت بالتأكيد بحاجة إلى تكرار التعرض إليه على فترات متباعدة. بدلاً من مراجعة نفس الخريطة الذهنية له في فترات زمنية محددة.

 صحيح أنه يمكنك تعلم المادة في جلسة واحدة. إنه بالفعل موفر جدًا للوقت، ولكنك لن تتذكر ما درسته بعد فترة ويصعب عليك استرجاعه، لذا أنت بحاجة إلى القيام بذلك في عدة جلسات صغيرة، كي تتذكر المعلومة على المدى الطويل. كما لا يمكنك تفعيل الممارسة الموزعة قبل ثلاثة أيام من الامتحان ونأمل في نتيجة أفضل، بل يجب عليك القيام بالشكل الصحيح.

 

استثمر بضع ساعات كل أسبوع لمدة 2-3 أشهر لدراسة المادة.

لنفترض أن لدينا 4 كتب حول هذا الموضوع وتستغرق 12 ساعة لقراءة هذه الكتب الأربعة. إذا قرأتها جميعًا في يوم واحد، فسنتذكر على الأرجح 5٪ مما تقرأه!

في حين أنه، إذا قمت بالقراءة لمدة 15 دقيقة كل يوم طوال 48 يومًا، فسنتذكر في كل مرة ما قرأته سابقًا. يستغرق الأمر فقط عدة دقائق لتتذكر سياق ما تقرأه ولماذا تقرأه.

 تلك هي الفكرة من وراء الممارسة الموزعة. هو أنه يجب عليك إعادة بدء ذاكرتك للموضوع خلال كل جلسة دراسية. بمجرد أن يتم تسريع الذاكرة الخاصة بك لهذا الموضوع، يسهل عليك استرجاع كل ما سبق تعلمه.

 

اقرأ أيضاً :


    Like it? Share with your friends!