الاكتئاب lهل شعــورك بالحزن أمر طبيعي؟
غفران القاضي – أكاديمية نيرونت لـ التطوبر والإبداع والتنمية البشرية
كلنا شعرنا ب ” الاكتئاب ” و ” الحزن ” وفُطر قلبنا، لكن كيف نميز ” الحزن ” الطبيعي عن ” الاكتئاب ” !
لابد أن الجميع قد شعر في ” الحزن ” و ” الاكتئاب ” يوماً ما، ففي الحقيقة؛ إن ” الحزن ” ردة فعل طبيعية عند مواجهة محن الحياة التي لامفر منها، كتسريح من عمل أو انفصال أو مرض. أما ” الاكتئاب ” فهو حالة خطيرة وغالباً ما يحتاج إلى علاج.
الشعور بالحزن و ” الاكتئاب ” يتشابهون في الأعراض، لكن ” الاكتئاب ” مصطلح يستعمله الأطباء عند حدوث خلل كيميائي ناتج عن مزيج من الأسباب المحتملة (بما في ذلك جيناتك، والمواد الكيميائية في دماغك، وعواطفك). وقد تنتج الأفكار المؤدية للاكتئاب من الأحداث نفسها المسببة للحزن الطبيعي مؤدية الى مرض يحتاج للعلاج.
” الاكتئاب ” و الحزن : كيف تميز الفرق؟
تقول إيرينا فيرستين – مستشارة الصحة العقلية في عيادة اجتماعية متخصصة معتمدة في مدينة نيويورك – : ( أن الفرق بين ” الحزن ” الطبيعي و ” الاكتئاب ” هو في مدة الحالة وشدتها، فالحزن عند الإنسان الطبيعي هو ردة فعل لحدث أو تجربة غير مرغوب فيها، أو مؤلمة، أو عند الشعور بسوء الحظ. وعادةً يتلاشى تلقائياً بعد مرور فترة قصيرة من الزمن مع الأحداث وعند تحسن الأمور أو استمرار الحياة ).
تنبيهات البكاء: ما الذي يحزننا؟ لماذا نشعر بالإحباط أو الحزن؟
عند رفض شخص مهم في حياة أحدهم، يحاول تخطي الأزمة ليشعر بحال أفضل، أو عندما يحصل على وظيفة ليست كما يأمل، فإنها تؤدي إلى الشعور بالحزن، فتقول فيرستين: “عادة ما تستمر مشاعر ” الحزن ” لعدة أيام أو ربما أسابيع، وخلال هذا الوقت يكون الشخص قادرا على العمل بشكل طبيعي في حياته، وأداء الواجبات أوالمهام أو الأنشطة اليومية، وتناول الطعام، والنوم، والتعايش مع الآخرين”.
إن هذه المواقف المحزنة الشائعة على الأغلب ستؤدي الى البكاء، ولكن بعضها قد تصل بك لمخاطر الإصابة ب ” الاكتئاب “, مثل:
- موت إنسان عزيز،ينشأ ” الحزن ” كردة فعل عند الجميع في وقت من حياتهم. وقد يستغرق سنوات, لكن حزنهم لا يؤدي عادة إلى الإصابة ب ” الاكتئاب ” .
- الانفصال عن الحبيب أو الزوج – أو حتى فقدان الأصدقاء – قد يشعرنا بالوحدة، ومن المحتمل أن يؤدي إلى نوبات ” الاكتئاب”.
- فقدان الوظيفة قد يولد شعوراً بالرفض، وفقدان وظيفتك يمكن أن يسبب توتر مالي وضغط نفسي، وهذا المزيج من الضغط والحزن والقلق قد يؤدي أيضا إلى ” الاكتئاب ” حسب قول فيرستين.
- سوء الصحة؛ فالمرض لفترات طويلة, والألم المزمن, يدفعان إلى العزلة وفقدان الاستقلالية. في حين أن هذه الضغوطات هي شائعة عند كبار السن، و من المهم أن نعرف أن ” الاكتئاب ” ليس جزء طبيعي في سن الشيخوخة.
- الحزن الموسمي؛ إن طقس الشتاء الكئيب غالباً ما يسبب ” الحزن ” عند الشباب الذين يعيشون في المناخات الشمالية. و سمي بالاضطرابات العاطفية الموسمية، و هي نوع من ” الحزن ” ينتهي عادة عند التعرض لأشعة الشمس.
متى يتحول الحزن الطبيعي إلى اكتئاب؟
إذا لم تنتهي مشاعر ” الحزن ” الطبيعية, أو الكآبة الشتوية العادية؛ بل أصبحت أعمق, وازدادت حتى أصبح تنفيذ الأنشطة اليومية يحتاج لبذل جهد أكبر، فمن الممكن ان يدل هذا على ” الاكتئاب ” .
إن كان لديك خمسة أو أكثر من هذه الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل، فمن الممكن أن تكون عرضة ل ” الاكتئاب”:
– الأرق الشديد أو القلق.
– تغييرات كبيرة في الوزن أو الشهية.
– التعب المستمر.
– مشاعر العجز أو اليأس.
– مشاعر فقدان القيمة أو الذنب.
– فقدان الاهتمام في الأنشطة العادية.
– عدم القدرة على التفكير بوضوح.
– اضطرابات النوم.
– التفكير في الموت أو الانتحار.
كيف نتجاوز ” الاكتئاب ” ؟
اذا كنت غارقاً في ” الحزن ” لمدة طويلة، فمن الافضل ان تحذر . الى جانب طلب مساعدة المختصين؛ عليك التحدث بواقعية مع المقربين إليك عما تشعر, حاول ان تفهم مشاعرك, و ان تجد فيها المنطق.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك أيضا:
– احصل على قسط كاف النوم.
– قم بزيادة أوقات ممارساتك الرياضية المعتادة.
– تجنب المخدرات والكحول.
– أجل القرارات الهامة.
– كن صبورا مع نفسك، وحدد أهداف منطقية.
الحزن هو ردة فعل طبيعية تماما سيتلاشى مع مرور الوقت – فلا ينبغي له أن يبعدك عن العمل وعن السلوكيات الطبيعية. وتذكر, الامور ستتحسن. لكن إذا كنت تعتقد أن لديك أعراض ” الاكتئاب “، فمن المهم أن تطلب المساعدة. مع العلاج المناسب سيتحسن ” الاكتئاب ” و يزول أيضا .
ترجمة: غفران القاضي.
تدقيق لينا ميهوب
تنسيق: عبد الرحمن عقاد
اقرأ المزيد عن الأكتئاب من هنا :
كيف تتعامل مع فرد مكتئب من افراد العائله
علاج القلق | هل تعاني من التوتر و القلق إليك أفضل الحلول
علاج القلق | 3 خطوات نحو الحرية النفسية