كثيرًا ما تشعر بأن حياتك تدور في فلك عشوائي غير محدد المعالم، بل مع الوقت يتكون لديك اعتقاد راسخ بأن كل ما يحدث لك هو نابع من تفاعلاتك المستمرة مع من حولك، في حين يردد البعض بأنه كل 7 سنوات تتحول حياة الفرد إلى مسار مختلف، فهل تظن حقًا أنك تدور داخل نمط ما دون أن تشعر؟
يظن “رودولف شتاينر” فيلسوف بدايات القرن العشرين بأن حياتنا وتطورها تأتي في دورات من سبع سنوات، ويرى أن هذه الدورات تتشابك مع علم التنجيم، وعلى الرغم من اهتمام الكثيرين بالتحولات التي تحدث لحيواتنا إلا أنه قليلًا ما تُذكَر هذه النظرية، فدعنا نتعرف على ملامحها.
الدورة الأولى
تبدأ حياتنا منذ مولدنا، وتبدأ معها أولى تلك الدورات وتستمر حتى نبلغ السابعة من عمرنا، تتميز هذه الدورة بانفتاحنا على العالم وامتلائنا بالكثير من الطاقة فنبدأ في استكشاف أنفسنا وما يميزنا، فنشعر وكأن العالم يدور بالكامل من حولنا نحن، ولكن مع نهاية هذه المرحلة نتحول من نقطة التعرف على الذات نحو الفضول حول العالم.
الدورة الثانية
من سن السابعة ننتقل إلى الدورة الثانية، حيث يصبح فضولنا سحر يحركنا للنظر إلى الحياة من جانب جديد، فنبدأ في التعرف على أشياء جديدة ونضع أنفسنا في إطار تجربتها، وبسبب هذه المرونة في أفكارنا نبدأ في الدخول للكثير من الأشياء والتي قد لا تناسبنا، ولكن الجيد أن هذه الاختيارات لا تدوم طويلًا.
الدورة الثالثة
تأخذ الدورة الثالثة حيز لها بداية من الرابعة عشرة، وهي مرحلة البلوغ والمراهقة، فيستكشف الذكور خشونة أصواتهم وتكتشف الإناث نضوجهن، ويتوقف معها سيطرة الأسرة على مصادرنا، فنبدأ التعلم من كل ما هو حولنا وتتعدد المصادر وتكثر المثل العليا، فنتأثر بأصدقائنا في المدرسة أو الملاعب أو من هم حولنا في مجتمعنا وأي مكان قد نتواجد فيه، ومعه تبدأ اهتماماتنا بالجنس الآخر وتزداد رغبتنا في إقامة العلاقات الاجتماعية.
الدورة الرابعة
بداية من الدورة الرابعة، وهيمنة فترة العشرينات، نأخذ مظهرًا جديدًا، فبعد تركيزنا على مقدار نمونا والبحث عن الحب؛ نبحث عن أهداف لنحققها في حياتنا، ومع تقدمنا في هذه الأفكار يزداد معها حس المسؤولية ورغبتنا في تحقيق الكثير من الأشياء ليست فقط في إطار الحب أو العثور على شريك ما.
الدورة الخامسة
لكن في الدورة الخامسة وبعد كل ما مررنا به في سابقتها، نكتسب معرفة أن ليست كل رغباتنا قابلة للتحقق، فنعرف الفرق بين ما هو قابل للتنفيذ وما هو مستحيل أن نصل إليه، ولكن مع هذه المرحلة تكون الهموم قد شغلت مساحة واسعة من أنفسنا وأصبح لها وجود حقيقي على عكس السنوات السابقة، فينمو بداخلنا غاية نحو الاستقرار والابتعاد عن أفكار الماضي التي كانت تدعونا للتغيير طوال الوقت فيصبح الثبات أكثر راحة لنفوسنا.
اقرأ أيضاً : خمس قواعد سهلة لتصبح أكثر كفاءة في حياتك!
الدورة السادسة
مع وصولنا لسن الخامسة والثلاثين تتجلى ملامح المرحلة السادسة، إذ نكتشف أن كافة اختياراتنا السابقة كانت تحركها الكثير من المؤثرات، فتبدأ رؤيتنا في الاتجاه نحو ما ترغب أنفسنا حقًا بتنفيذه دون أن يؤثر عليه أي شيء، فأثناء الماضي كان يتملكنا التحير حول أي من هذه المبادئ يمثلنا وأيًا منها يمثل الآخرين، لكن الآن نكون على دراية بما يدور في عقولنا، فيتنامى لدينا الحس بالعادات والتقاليد ونصبح أكثر انصياعًا للقوانين التي كنا نعارضها في سنواتنا السابقة وتكون ذات أهمية كبيرة عندنا.
الدورة السابعة
في الأربعينات ومع سابع المراحل، يتملكنا التغيير الحقيقي، فنتوقف عن التساؤل حول ما يجب أن يقدمه العالم لنا، ونبدأ في إعادة النظر حول ما قدمناه نحن أو ما يجب أن نبدأ في تقديمه، فنتكامل أكثر مع أنفسنا، ولكن نبدأ في الشك حول ما نحن عليه وهو ما يصيب البعض بالسلبية، لكن عليهم أن ينظروا حول كم تطورت أنفسهم وماذا عليهم أن يفعلوا ليحسنوا من حياتهم ويجعلوها أفضل.
الدورة الثامنة
الآن، وفقًا للقرار الذي سوف يتخذوه حول مصير أفكارهم ستتشكل عليه مرحلتهم الثامنة، فإما أن يستمر الشك وتزداد سلبيتهم حول ما أنجزوه طوال سنواتهم، أو أن ينظروا لها بمرحلة سوف تنقلهم نحو مستوً آخر مختلف عن سابقيه، ويبدأوا في استيعاب بأن عليهم ترك الأشياء التي تقف عائقًا أمامهم وحالت دون تحقيق ما أرادوا أن يكونوا عليه فيما قبل.
الدورة التاسعة
لكن بعد أن تنتهي ونصل إلى سن الثالثة والستين وتبدأ مرحلتنا التاسعة، فنتجرد من كافة أفكارنا حول الآخرين ممن حولنا أو الرسميات والعلاقات الاجتماعية ونصبح أكثر اهتمامًا بالحقيقة وأن نتعرف عليها، فنعود لحالة تشبه الطفولة ولكن بخبرة السنين والتجارب التي مررنا بها حتى وإن كانت تحمل قدرًا كبيرًا من الحزن، فنكون أكثر استعدادًا لاستقبال الموت، لكننا نكون مهيئين تمامًا حينها ونتقبل أن نستقبل الموت بسلام.
الدورة العاشرة والأخيرة
وفي السبعين نكون قد بلغنا المرحلة الأخيرة حسب منظور رودولف شتاينر ولكنها تبدأ مبكرًا قليلًا، من التسع شهور الأخيرة قبل تمام العقد السابع، فيؤكد بأنه لم يعد هناك أي فرار من الموت فلا يبقى لدينا سوى أن نكمل دوراتنا والتي تنتهي بنا مع انتهاء حيواتنا.
والآن،
بعد أن عرفت بهذه الدورات العشر، هل تعتقد أنها حقيقة؟، وبناءًا على عمرك ففي أي مرحلة أنت وهل مررت بسابقتها، وكيف كانت بالنسبة لك؟
اقرأ أيضاً :
بهذه الوسائل الفعالة؛ طور ذاتك، وغيّر حياتك
كيف بمقدور 5 دقائق يوميًا أن تغير حياتك ؟!