لا تنخدع عزيزي القارئ بالعنوان، حيث أنه عندما يتوارى مصطلح السيرة الذاتية في عقولنا، فإن الصورة الأولى التي تبرز في أذهاننا هي سيرة مهنية محترفة ومكتوبة بشكل جيد ومذكور بها كل إنجاز من تلك الإنجازات التي أنجزتها.
لكن توقف عن التفكير بذلك للحظة وفكر “هل هذه هي المهمة الوحيدة التي يمكن للسيرة الذاتية القيام بها؟” هل نحن بحاجة إلى سيرة ذاتية فقط لأسباب مهنية؟ قد يكون في معظم الحالات غالبية الناس يقولون نعم ولكن هذه ليست المهمة الوحيدة التي تقوم بها السير الذاتية. تمثل السير الذاتية المتواضعة أيضًا جزءً مهم جدًا من الحياة الناجحة.
ما هي السيرة الذاتية الضعيفة؟
السيرة الذاتية الضعيفة ليست سيرتك الذاتية النموذجية التي تستخدمها لإبراز الجودة والإنجازات من أجل الحصول على وظيفة جيدة. لكنها تلك التي تسرد بها كل إخفاقاتك التي تواجهها في حياتك سواء كان فشلًا أكاديميًا أو شخصيًا أو مهنيًا واستخدامها لتحسين نفسك.
ستساعدك هذه السيرة في العثور على مواطن الخطأ التي تواجه صعوبة في معالجتها، كما ستجعلك تدرك أنك ستنجح في الحياة بعد مواجهة الفشل في حياتك وأن ما تتعلمه من إخفاقاتك يجعلك شخصًا أفضل. هناك فرق كبير بين الفشل والأخطاء حتى لا تعتقد أن أخطائك هي إخفاقاتك.
لماذا تحتاج إلى مثل هذه السير؟
كثير من الناس يسألون لماذا تحتاج إلى سيرة بمثل هذه المواصفات؟ الجواب هو أنه عندما تعرف فشلك كنكسة في حياتك، فإنه سيترك أثرًا كبيرًا على حياتك الشخصية والمهنية.
فأحيانًا تحتاج إلى سيرة كتلك من أجل:
تحفيزك
يعتقد العديد من الناس أن الدافع للنجاح يأتي من الاقتداء بأناس عظماء أسطوريين، ولكن كل قصة نجاح لها بعض الإخفاقات المخفية التي تم إخفاؤها في ضوء النجاح. النجاح ليس فقط في العمل الدؤوب والتفاني، وسيرتك الذاتية الضعيفة ستمثل حافز كبير لك لأنك عندما تكتب إخفاقاتك، فأنت تعرف نقاط ضعفك بشكل أكثر وضوحًا، مما يجعلك قادر على اتخاذ قرارات واضحة وتصحيح الوضع الحالي.
اقرأ أيضاً : السيرة الذاتية كيفية الكتابة بشكل محترف
لكي تتعلم
سيرتك الذاتية الضعيفة هي أفضل معلم لديك لأن الدرس المستفاد من الفشل أكبر بكثير مما تتعلمه من الكتب ويساعدك طوال حياتك. الفشل يعلمك كيف تقاوم الإحباط وألا تترك شعاع الأمل حتى ترى شروق الشمس قريبًا. السيرة الذاتية المتواضعة تشبه تمامًا بعض الاختبارات الشخصية التي تكون فيها معلمك الخاص، والطريقة التي ستقيم بها نفسك ستقرر ما ستفعله في حياتك بعد معالجة الفشل والإخفاقات.
لجعل الحياة أكثر إثارة للاهتمام
لحظات الفشل التي تمر بها في حياتك ستساعدك في التقييم الذاتي. يمكنك تحليل نفسك بطريقة أعمق عندما تقوم بإنشاء سيرة ذاتية متواضعة لأنها ستساعدك في معرفة سبب الفشل والحلول التي يمكنك القيام بها الآن لمحاولة تصحيح الأخطاء.
لماذا تقوم بإنشاء سيرة بهذه المواصفات؟
إنشاء سيرة ذاتية ضعيفة أسهل من كتابة سيرة ذاتية قوية من أجل الحصول على وظيفة لأنه عندما تقوم بإنشاء سيرة ذاتية ضعيفة، فهي للاستخدامات الشخصية بدلًا من الغرض المهني. أنت لا تذهب وتشارك تلك السيرة الذاتية مع صاحب العمل أو رئيسك ولكن الهدف من هذه السيرة هو تعزيز نفسك على مستوى أعمق.
الآن الأكثر أهمية هو كيفية إنشاء سيرة ذاتية ضعيفة؟
دوّن جميع حالات الفشل الخاصة بك على ورقة
يبدو أن كتابة كل مخاوفك على ورقة أسهل، لكنه في الواقع يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة للاعتراف بأنك تفشل عدة مرات في حياتك.
استخلص الدروس المستفادة من لحظات الفشل والإخفاق
الكتابة عن الفشل نفسه أسهل من الكتابة عن السبب والدرس الذي تعلمته من فشلك. عندما تسأل نفسك عن سبب هذا الفشل، سيساعدك ذلك على معرفة مواطن الضعف لديك، ولكن ما تتعلمه من هذا الفشل مهم أيضًا. لا يوجد شخص ناجح في الحياة لم يمر بلحظات من الفشل والإخفاق.
اطوي صفحة الماضي
الآن قم بإنشاء سيرة جديدة للاحتفال ببداية جديدة مع الدروس المستفادة التي تعلمتها من إنشاء سيرتك الذاتية الضعيفة. إن السبب لإنشاء سيرة ذاتية جديدة هو الحفاظ على دروسك المستفادة لأن فشلك يعلمك بعض الأشياء المدهشة وأن تحتفظ بها تحتاج إلى إنشاء سيرة أخرى.
بعد الانتهاء من كتابة سيرة ذاتية تحتوي على كل نقاط ضعفك، قم بتدوين ما تعلمته من إخفاقاتك لأن إخفاقاتك هي أفضل معلم لك والدروس التي تتعلمها من إخفاقاتك ستبقى معك إلى الأبد ولكنك لا تستطيع إبقاء كل شيء في ذهنك إلى الأبد، ولذلك دوّن ما تعلمته من أخطائك السابقة في سيرتك الذاتية الجديدة واحفظها معك حتى تتمكن من تذكير نفسك أينما احتجت.
اقرأ أيضاً :
كلمات وعبارات لا تحاول استخدامها أبدًا عند كتابة سيرتك الذاتية
نصائح لاختيار الوظيفة الأنسب لك.. تعرف عليها
أربع طرقٍ مبتكرة لكتابة سيرة ذاتية جيدة؛ للنجاح في الحصول على وظيفة
المصادر :