هل يجب علينا تنمية قادة أم تطوير مهارة القيادة؟

 

 

حاول أن تنسجم مع بعض الأفكار التي تراود عقلك من أجل تطوير قيادتك وفريقك، اطرح بعض الأسئلة التي توصلك للقرار الصحيح والأمثل. هل ترغب في تطوير مهارات وكفاءات القادة الأفراد أم  ترغب في تطوير مهارة القيادة لدى فريقك؟ ولكن قبل التفكير بهذا دعنا نوضح لك بأن كلا الأمرين مهمين ولكنهما مختلفين.

فمجموعة المهارات الخاصة بالقادة الأفراد في معظم المنظمات تدير سلسلة كاملة من المبتدئين إلى الخبراء، ولا شك أن ما يحتاج إليه قائد خط المواجهة الشاب يختلف تمامًا عما يحتاجه قائد الوحدات المتنوعة والمتعددة.

 

البناء من الأسفل للأعلى

فمهارات القيادة يجب أن يتم تأسيسها من الأسفل للأعلى، وليس من المنطقي استخدام مواد تعلم القيادة المصممة لتناسب المديرين التنفيذين عند التحضير ليكون مديرًا مع موظف مبتدئ.

وكما هو الحال مع أي فرد، فهناك اختلافات في أسلوب التعلم والاهتمام بالتعلم والرغبة في الاعتراف بوجود شئ ينبغي تعلمه.

 

عندما نطور القادة الفرديين، لماذا نضغط الزر على أن هذا التعلم هو مقاس واحد مناسب للجميع؟!

اليوم ليس علينا أن نفعل ذلك، فمحتوى التعلم وفير ومتاح بالعديد من الأساليب والأنماط المختلفة.

 

على سبيل المثال، يمكن للأفراد حضور ما يسمى بال”MOOCs” وهو (عبارة عن دورات ضخمة مفتوحة للجميع عبر الانترنت)، كما يمكنهم الوصول إلى قاعدة المعارف مثل “MindTools”، أو التسجيل في برنامج الدرجات المتقدمة، أو طلب المساعدة من أحد الخبراء. الآن جميع الأدوات والمناهج التي تحتاجها لتعلم القيادة في متناول يديك، أو من خلال الشبكة العنكبوتية طالما تعتريك رغبة التعلم.

 

وهناك إحدى الأفكار البسيطة التي تتمثل في قراءة مقالة عن القيادة، والعثور على عدد قليل من الزملاء الراغبين في التحدث عن هذا، ضع هدف لتعلم موضوع واحد في القيادة وقم بالتنفيذ، من ناحية آخرى يمكنك أن تسأل مديرك حول مهارة قيادية معينة واطلب منه توجهيك لتلك المهارة. ويمكنك أيضًا مراقبة قائد ناجح، والتعرف على ما يفعله بشكل مختلف ثم صغ سلوكك بناءًا على ذلك.

 

العمل كفريق

إذا كنت لا ترغب في التعلم، فلن تتعلم حتى في الفصل الدراسي الرسمي، ولكن إذا كنت ترغب في النمو والتطور فستجد جميع الأمور مهيئة ومناسبة لك تمامًا.

 

ولكن ماذا لو كنت ترغب في تطوير مهارة القيادة لديك؟

القيادة ما هي إلا رياضة جماعية، وليست عبارة عن مجموعة أفراد، وكن على عام بأنه كون لديك قادة أقوياء لا يعني بالضرورة أن لديك مهارة قيادة قوية.

 

تتحقق القيادة القوية عندما تكون القيادة الجماعية واضحة ومتماسكة مع هدف مقنع يتفق عليه جميع الأفراد، حيث تدرك الجماعة أن رحلتها نحو هذا الهدف ستكون عبارة عن سلسلة من الضربات والأخطاء، إلا أنها تتعلم كيفية التقدم كوحدة متماسكة، وتحمل نفسها (بشكل جماعي وفردي) مسئولية النتائج.

 

ولا يحدث هذا التطور عن طريق الصدفة، بل يحدث فقط عندما يتخذ فريق من القادة قرارًا واعيًا لاستكشاف طرق للتواصل الفعّال مع بعضهم البعض، وتنظيم عملهم للاستفادة من كلًا من الخبرة والتعاون، وتقييم تقدمهم باستمرار، وتعلم كيفية إنجاز الأمور كوحدة واحدة وفريق قوي.

 

فكر في الفرق الرياضية أو فرق المسرح أو المجموعات الموسيقية:

فكل عضو يقدم خبراته ومهاراته، لكن السلوك الجماعي وحده هو الذي يحدد النجاح.

إنهم يقضون وقتًا كبيرًا في التخطيط للنتيجة، وممارسة وتقييم وتصحيح المساهمات الفردية، هم فقط لا يتركون نجاحهم لمجرد الصدفة.

 

اقرأ أيضاً : في ثلاث خطوات … حدد بنفسك أي المهارات عليك اكتسابها في كل مرحلة من حياتك المهنية

 

لا تترك أي شئ للصدفة

يجب أن يكون الأمر كذلك في المنظمات أيضًا، حيث العديد من المنظمات اليوم تترك هذا العمل الهام للمصادفة. نعم يخططون، ثم يعود الجميع إلى صوامعهم الخاصة لتنفيذ الجزء الخاص بهم من العمل.

 

فتطوير القيادة بمثابة كل شيء عن التقدم كفريق شامل التخطيط وممارسة وتقييم وتصحيح السلوكيات التي ستدفع المنظمة إلى الأمام. ونعم، هو السلوك الذي سيحدد نجاح أو فشل المنظمة.

 

كيف يمكن أن يعمل؟

إليكم كيف اقتربت إحدى المنظمات من ذلك: أراد رئيس تنفيذي جديد أن يبدأ في التعرف على فريق قيادته. بدأ العمل في الموقع الإلزامي كرئيس تنفيذي لمدة يومين إنما خارج الموقع، حيث أعطى كل عضو في الفريق فرصة للتعرف على نظرائه من خلال سلسلة من التمارين تهدف إلى فهم القيادة، والعثور على “هدف مقنع” يمكن للجميع المساهمة في الوصول إليه.

 

ربما سيتوقف العديد من الرؤساء التنفيذيين هناك – “نحن جيدون، ولدينا رؤية ويمكننا البدء بالعمل”.

ولكنه لم يفعل هذا، وقد كشف بعد الاجتماع بأنه لا توجد فئة قد تستفيد أكثر من القادة من تجربة مماثلة.

 

ما يمكن أن تفعله النتائج وردود الأفعال الصادقة والواضحة!

فقد كانت النتيجة المرتدة من المستوى التالي للقيادة حادة وصادقة:

“إنكم يا شباب في القمة لا تتواصلوا معنا جيدًا، ولا تشاركونا في المناقشات المهمة، كما لا تتعاملوا معنا على كوننا قادة”.

وبعد إدراكه أنه لا يمكن حل هذا الأمر من ناحيته وحده، فقد عاد المدير التنفيذي إلى الأساسيات، حيث أوضح توقعاته لفريق القيادة- على جميع المستويات والتزم باستثمار الوقت للفريق بأكمله في التعلم معًا من خلال الحوار الرسمي وغير الرسمي، ومن خلال عملية منضبطة تؤيدها الموافقة الجماعية على العمل لتحقيق أولويات المشروع، وكذلك من خلال التفكير الصادق في التقدم.

 

وبالأخير، استقر هو وفريقه على ثلاث كفاءات قيادية حاسمة للمعالجة وهي:

1- التناسق

2- الاتصالات

3- المسؤولية

 

إنهم يعملون بجد لتطوير هذه المهارات بشكل جماعي، وبشكل منتظم مع التقدم. وقد وجدوا أيضًا أن هناك الكثير من العمل الجاري.

كان كل ذلك جيدًا ولكنه كان متداخلًا في بعض الأحيان؛ فتارةً كان بدون تضمين الممثلين الأساسين وتارةً آخرى بدون وجود الأساسيات في المقام الأول. لذا فقد عملوا معًا لوضع خطة تشغيلية، وتحديد المبادرات والمسؤوليات عبر فريق القيادة، واستخدموا خطة التشغيل لتحديد ميزانية السنة.

 

وواحدة من أكثر الأشياء إثارة للإعجاب التي قررها الفريق عندما أدركوا أن لديهم الكثير من العمل المخطط له (يقابله القليل من الميزانية)، فكان الحل هو التخلي عن بعض المشاريع الغير مدروسة وإلقاء دعمهم على الشيء الوحيد الذي يبدو أكثر أهمية لعملائهم. وبعد ستة أشهر، تمكنوا فعليًا من تحديد تلك المبادرة كاملة، وتحويل انتباههم إلى الأولوية التالية.

هذه هي القيادة

هذا تحديدًا ما يعنيه تطوير المهارات القيادية – تعلم كيفية العمل كفريق مع اهتمام المؤسسة أولاً وقبل كل شيء بمراجعة وتقييم التقدم باستمرار. وهذه مهارة لا يمكن تعلمها إلا من خلال الحوار الصريح والثقة.

 

رحلة قيادتهم ستدخل السنة الثالثة، ولم يكن العام الأول ملئ بالكثير من الحركة، حيث كان عليهم الحصول على الأساسيات – الثقة والانفتاح. كما كانت استطلاعات تلك الفترة القصيرة التي تم تقييم تقدمها إيجابية، مما أدى لتقديم المزيد من محتوى الحوار والتعلم.

 

لقد تعلم هذا المدير التنفيذي وفريق قيادته بعض الأشياء.. تعلموا أن يثقوا، تعلموا أنهم بحاجة إلى عملية منضبطة لإبقائهم على الطريق الصحيح، تعلموا أنه يجب عليهم باستمرار إعادة النظر في خطتهم بحيث لا تأخذ أعمال التشويش اليومية أعمالهم بطريقة مختلفة وباتجاه أقل انحيازًا لهدفهم.

 

كلاهما مهمان

بالنظر إلى أن القادة الأفراد لديهم تأثير كبير على مشاركة فريقهم، فمن المهم تحديد كفاءات القيادة الفردية بوضوح، وتطوير عملية من شأنها أن تعزز التنمية الرسمية وغير الرسمية.

 

كما أن تجاهل اتفاق القيادة من ناحية أخرى، يمكن أن يجعل الأمر ينتهي كالأوركسترا التي قرر كبار موسيقيها العزف على أنواع مختلفة من الموسيقى المختلفة عند استخدام آلاتهم، وحقيقةً يمكن أن يكون هذا فوضويًا بعض الشئ – من الصعب جدًا الاستماع إليها!

 

اقرأ أيضاً :