دعونا نواجه الأمر، لا أحد منا يحب التعرض للانتقاد، بغض النظر عن أسباب أو مدى صحة الانتقادات، يبدو الأمر وكأنه ضربة لرغبتنا الأساسية في أن نكون محبوبين ومقبولين ومُقدرين من الآخرين. ولأننا نميل إلى تجنب المشاعر السلبية، فإن قدرتنا على الحفاظ على النظرة الإيجابية للأمور والاستفادة من النقد هي مهارة لا تأتي بشكل فطري لنا.
من مصلحتنا بناء هذه القدرة بالتأكيد، خاصة في أماكن العمل التنافسية والمشحونة عاطفيًا في القرن الواحد والعشرين، حيث قد يعمينا الدافع للنجاح عن أخطائنا. إن وجود وجهة نظر خارجية حول موقف ما يحمينا مما تصفه الباحثة في علم النفس الإيجابي كارولين آدامز ميلر “بالحب الغبي”.
وقد وجدت أبحاثها أنه يمكن للأفراد أحيانًا أن يسلكوا مسارًا لا يبرز أفضل ما لديهم، بدافع الرغبة في إثبات الذات بغير وعي تام لما هي الذات. في مثل هذه الحالات، يكون الرأي الصريح للآخرين مفيدًا للغاية.
إليك ستة قواعد يجب عليك تذكرها كي تستفيد من النقد وتستخدمه للنمو نحو مستويات أعلى من النجاح.
اعرف مصدر الانتقادات
يُنتقد الناس لعدد لا يحصى من الأسباب. إن محاولة الاستفادة من جميع الانتقادات والتعليقات ستكون عقيمة كبذل الجهد لإرضاء الجميع. من المهم تفحص الانتقادات وتحديد التوصيات التي تستحق الاهتمام بها.
إحدى الطرق السهلة للقيام بذلك هي أن تسأل نفسك بعض الأسئلة. هل هذا الشخص الذي ينتقدني يعرفني جيدًا؟ هل هذا الشخص مؤهل للحكم؟ وبصفة خاصة في مكان العمل، هل أحتاج إلى الجلوس مع هذا الشخص وسؤاله عن سبب توجيه الانتقادات – هل هذا الشخص هو رئيسك في العمل؟ إذا أجبت بنعم على أي من هذه الأسئلة، فمن المرجح أنك ستحقق كامل الاستفادة من الانتقادات المُوجهة إليك.
اقرأ أيضاً:أشياء نتعلمها من المدير الجيد؛ هامةلتطوير مهاراتك وقدراتك
استخدم النقد كفرصة إيجابية للتحسين
بعد أن تقرر الاهتمام بالنقد، من المهم الاحتفاظ به لاستخدامه في تصحيح الأخطاء والعيوب التي لديك، بدلاً من الوقوع في الخطأ مرة أخرى أو حتى معاقبة نفسك من أجله – قم بموازنة منظورك للأمور من خلال التفكير أيضًا في ما هو صحيح. هذا النهج المتوازن من شأنه أن يحافظ على نقاط قوتك، ويغذيك بالأمل من أجل إحداث تغيير في المجالات التي تحتاج إلى تحسينها، بدلاً من السماح للنقد بأن يشغل ذهنك ويجعلك مُشتتًا.
الفوز أم التعلم؟
قد يكون ذلك صعبًا، خاصة بالنسبة للذين يعتمدون على تعليقات الآخرين ليشعروا بالرضا عن أنفسهم. وبالنسبة للنساء، فإن هذا ليس بالأمر غير المألوف، من المفيد أن نتذكر أنه لا يوجد أحد يتوقع أن يكون رائعًا في كل شيء. لكن كل واحد منا يستطيع التعلم والنمو في المجالات التي تهمه. اعرف ما إذا كان يمكنك استخدام النقد لتطوير عقلية النمو الخاصة بك – القدرة على التركيز على التعلم بدلاً من النتيجة – واستخدامه للاستفادة من التجربة والخروج بدروس مستفادة بدلاً من أن تتعثر بسببه.
الاستماع وطرح الأسئلة
لا يمكنك استخلاص القيمة من النقد إذا لم تسمعه بشكل صحيح كي تفهم ما يقال بالفعل. عندما يتم انتقادك، تجاهل الصوت في عقلك وهو يقفز إلى استنتاجات غير منطقية حول ما تعنيه الانتقادات. بدلًا من ذلك، استمع بعناية وفكر في ما قيل لك من ملاحظات وتوجيهات. كرر ما سمعته واطلب الحصول على التفاصيل. تأكد من أنك تفهم ما يقال بالضبط. كلما فهمت بوضوح أكبر، سيكون من الأسهل تقييم النقد ومعرفة كيفية اتخاذ الإجراء المناسب تجاهه.
تحديد صلة النقد
مع البقاء مركزًا ومنتبهًا لسياق الانتقادات المُوجهة إليك، قرر مدى أهمية النقد بالنسبة إليك بتوجيه بعض الأسئلة لنفسك:
هل النقد صحيح؟ هل يعكس شيئًا يحتاج إلى العمل من جانبك أم أنه مجرد إظهار لقواعد الناقد الخاصة؟
هل الناقد مهم بالنسبة لك؟ هل هذا الشخص الذي يعني رأيه شيء بالنسبة لك أم أنه شخص لا يهم في النهاية؟
هل النقد ضروري؟ هل المشكلة هي شيء يجب معالجته أم إنها شيء يزعجك أكثر مما تستحق؟
قرر ماذا تريد أن تتعلم من الانتقادات
استنادًا إلى كل ما سبق، قرر تحديدًا ما ستتعلمه من النقد.
إذا كان النقد في صالحك، فيمكنك استخدامه لتصحيح رؤيتك من أجل مساعدة نفسك على تحسين أدائك. إذا كان الناقد غير ذي صلة ونقده تافه، يمكنك أن تتعلم عدم إضاعة الوقت في المستقبل في التعامل مع ذلك الشخص.
لأن هنا هو الخبر السار! كلما أصبحت أفضل في إدارة النقد كلما كنت أقوى في إدارة مشاكل الحياة. لذا، اترك باب توجيه الانتقادات مفتوحًا واستمع إلى الجميع وحاول أن تستفيد من هذه الملاحظات من أجل تصحيح الأخطاء والمضي قدمًا.
اقرأ أيضاً :
أفضل ٨ خطوات لتحسين ذاكرتك و قدراتك الدماغية
طرق تساعدك على التخلص من القلق أثناء مقابلات العمل
طرق بسيطة تساعدك على تغيير حياتك نحو الأفضل
المصادر: