الشعور بالوحدة يختلف من شخص لآخر، فهناك شخص يشعر بها عندما ينفصل عن الآخرين، وآخر يشعر بها لأنه بعيد عن نفسه، وبالتالي سيسيطر علينا الإحساس بنقص الحب والعلاقات مع العالم ومع كل ما يحدث حولنا. لكن “الوحدة” هي طبيعتنا، إنه صمت عميق في داخلنا لا يمكننا الوصول إليه إلا في أنفسنا. إنه الفضاء المقدس داخلنا.
ويصف أوشو الفرق بين الاثنين على النحو التالي:
“بدلًا من رؤية وحدتنا كجمال ونوع من الصمت والسلام، نحن نتعامل معه على أنه شيء سلبي ونرى أن الوحدة مظلمة وكئيبة. إنها مثل الفجوة وكأن هناك شيئًا مفقودًا، ونحتاج إلى ما يملؤه”.
عندما تكون وحيدًا، فأنت في حاجة إلى الاتصال مع نفسك لتشعر بالحب والتواصل، ولكن إذا لم نتمكن أبدًا من خلق هذا الشعور من الداخل، فسنسعى دائمًا إلى الآخرين للتواصل معهم. والقدرة على الجمع بين الشعور بالوحدة والسعادة في نفس الوقت هو أمر جميل للغاية.
ففي كثير من الأحيان ، نهرب من أنفسنا ومن الشعور بالوحدة إلى التعامل والتواصل مع الآخرين، فكلما امضينا المزيد من الوقت في الجلوس بمفردنا والاستفادة من أعماق كياننا واستكشاف من نحن حقًا، كلما كان بإمكاننا أن نفهم أنفسنا بشكل أفضل، وأن نتواصل مع الآخرين بشكل جيد.
1. تتعلم أن تحب نفسك
عندما تقضي وقتًا مع نفسك، يصبح من السهل أن تصادق نفسك وتكتشف طاقتك الخاصة؛ فتعلم كيف تقضي أطول وقت ممكن مع ذاتك، وعندها سيصبح من السهل مراقبة أنماطنا العقلية، وما هي الاتجاهات التي تستحوذ على انتباهنا، وقد يكون هذا هو الوقت المثالي للاستفادة من نفسك وتعلّم من تكون على مستوى أعمق.
كما يمكننا البدء في استكشاف مخاوفنا ومحفزاتنا وآمالنا ورغباتنا في حالة من الوضوح، خالية من تدخلات الأشخاص الآخرين. ويمكننا أيضًا أن نتعلم أن نحب أنفسنا ونعطيها وقتًا أطول مما نقضيه، إذ يفيدك هذا في التواصل مع الآخرين، فمن الشائع أن يستغرق الناس لحظة مع النفس ليردوا على أي نقاش أو حديث موضوع من وجهة نظرهم، وذلك لكي يتم استدعاء العواطف والطاقات والأفكار ومن ثم نبدأ التعبير عن نقطة الجدال بوضوح.
وكلما زاد الوقت الذي تقضيه مع أفكارك ومشاعرك، كلما بدأ منظورك في التحول. ولنفترض أنك واجهت مشكلة مع أحد الأصدقاء ولم تتمكن من رؤية وجهة نظره، لكن عندما نسمح لأنفسنا باستكشاف زوايا مختلفة للإدراك؛ يبدأ وعينا بالتوسع للحصول على مزيد من المعلومات. وقد نشعر بأننا نتبنى موقف مختلف تمامًا بعد قضاء الوقت بمفردنا فقط للتفكير فيما حدث.
اقرأ أيضاً : 8 طرق رائعة لقضاء الوقت أثناء السفر
2. زيادة الامتنان للأشخاص في حياتك
الغياب أو البعد يؤلمنا في بعض الأحيان، لكن ربما تجعلك المسافة بينك وبين الأصدقاء والأحباب والعائلة أكثر تقديرًا لهم. فكلما طال الوقت، أصبح من السهل نسيان التفاصيل المشتتة والتركيز فقط على مدى حبنا لهم.
تبدأ ذاكرتنا بالتركيز على جميع التجارب الإيجابية التي مررنا بها ومدى امتناننا لها، وتعتبر هذه ممارسة رائعة للأزواج الذين يقضون الكثير من الوقت معًا. فمن المهم دائمًا أن يكون لديك وقت خاص للتأمل والاستكشاف الذاتي، والقيام بهذا بشكل منتظم يساعد في لم الشمل بسهولة.
3. الاستقلال الشخصي
كلما أحبننا وحدتنا كلما أصبحنا أقوى عاطفيًا، وفي نهاية المطاف سيصبح من الأسهل لنا أن ندخل في علاقات مع الآخرين بصورة مستمرة. وليست هناك حاجة إلى معرفة الآخر بمدى احتياجك له.
يمكنك أن تصبح حرًا تمامًا لتظهر نفسك كما هي، تحب الآخرين بعمق، ثم تتركهم يذهبون عندما يحين الوقت. فقدرتك وقوتك تتبلور في إمكانية السماح للعلاقات أن تمر بسهولة دون أن نشعر بجهد كبير عندما نريد إنهاء أي علاقة مع شخص آخر.
3. تكون ما أنت عليه حقًا دائمًا
عندما نقضي الكثير من الوقت في التعامل مع الآخرين، خاصة لفترات طويلة، فمن الشائع جدًا بالنسبة لنا أن نستغل طاقتهم. ويمكننا البدء في تغيير من نحن عليه لكي نشعر بالقبول أو الحب. وقد نبدأ بفقدان جوهر من نحن ونعيش خلف طبقات من رغبات الآخرين.
وعندما نعطي بعض الوقت لأنفسنا، نتعرف علي ما نحن عليه حقًا دون النظر للآخرين. فنحن نعرف أنفسنا بشكل أفضل؛ وعلى الرغم من إمكانية امتلاكنا لعلاقة شخصية حميمة إلا أنها لا توصف بالجمال الذي نشعر به مع أنفسنا، فيجب أن نتعامل بعمق وحب واحترام.
في بعض الأحيان يكون أفضل شئ يمكن أن نقدمه لأنفسنا هو الجلوس بمفردنا في مكان هادئ بعيدًا عن الآخرين، بحيث يمكننا أن نكون أحرارًا في استكشاف أنفسنا والتعبير عن السعادة والضحك أو حتى الحزن والبكاء.
ومن هذا المنطلق المبني على الشعور بالحرية، نحن نولد من جديد مع كل شعور واكتشاف جديد بالنفس في كل مرة نريد أن نذهب فيها إلى أعمق جزء بداخلنا.
اقرأ أيضاً :
من الضروري قضاء وقت على شواطئ البحار والمحيطات؛ علماء الأعصاب يؤكدون
الطرق الأكثر إنتاجية لقضاء وقت فراغك!
هل تشعر بالمرض اليوم ؟؟ تستطيع قضاء يوم جميل رغم ذلك
المصادر :